ونضيف إلى ذلك ما أكده القائلون بخلق القرآن من استحالة أن يكون الكلام - كما زعموا - ثابت لله كسائر صفاته القديمة ، لأن ذلك يلزم منه حصول النقص في حقه تعالى ، والنقص عليه تعالى محال وبيانه كما أوضحه الإمام يحي بن حمزة أنه : ( لو كان الله تعالى متكلما بكلام قديم لكان لابد وأن يفيد بكلامه فائدة ليخرج الكلام بها عن أن يكون عبثا ، وتلك الفائدة لا يخلو حالها : إما أن تكون راجعة إلى الكلام نفسه ، أو إلى غيره ، أما الفائدة الراجعة إلى نفسه فنحو أن يتكلم ليطرب الله ، كما في التغني ، أو يكرره ليحرز حفظه أو للتعبد به كما تعبد الله بقراءة القرآن فالفوائد الراجعة إلى الكلام نفسه لا تخلو من هذه الوجوه والله تعالى منزه عن هذه المنافع .
وأما الفائدة الراجعة إلى غير الكلام فنحو أن يخاطب به غيره ليفهم مراده ونهيه وإخباره بأمر من الأمور ولما لم يكن في الأزل من يفيد بكلامه هذه الفائدة كان كلامه سفها وعبثا وهذيانا ، تعالى الله عن هذه المقالة وسخف هذه الجهالة علوا كبيرا ، فثبت أنه يلزم من قدم الكلام الذي زعموه حصول النقص في حقه تعالى وهو محال ) . (11)
الهامش :-
(1 )شرح الأساس الكبير للعلامة أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي، تحقيق الدكتور أحمد عطا الله عارف ج2 ص93 .
(2) خلاصة علم الكلام للدكتور عبدالهادي الفضيلي ص124 .
(3) المصدر السابق ص125 ، 126 .
( 4 ، 5 ، 6 ) المصدر السابق ص117 ، 118 .
( 7 ، 8 ) المصدر السابق ص126 .
(9) شرح الأساس الكبير للعلامة الشرفي ج2 ص95 .
(10) المصدر السابق ج2 ص94 .
(11) المصدر السابق ج2 ص101 .
....
Page 36