وخلع أليكو من العقب باب كشك المراقبة، بقفله وما يتبعه.
وفهم سباستيان لودوس ...
كما فهم دون فوندل أيضا.
واستدار المهندس الروماني ليمسك بالتليفون.
ولكن الأجنبي قبض على ذراعه، ومرة أخرى سلم سباستيان لودوس - بسلبية أدهشته هو - نفسه، وغطى عينيه وأذنيه إذ كان يعرف ما سيحدث حتما.
وأدار الرجل الهائج عندئذ المفاتيح المتحكمة في الضغط: مفتاحا ثم مفتاحين فثلاثة فستة، وأصبحت غلاية ثم اثنتان ثم ستة على وشك الانفجار بعد عشر دقائق.
وأشعل فان دن فونديل غليونه وجلس على حافة النافذة وانتظر.
وفي مدينة الأفران العالية والغلايات والبروج والمخازن، المدينة المحاطة بأسوار حمراء، أخذت تجري وتضطرب وتتزاحم وتتناثر في كل ناحية أشباح سوداء، وتأتي لتدق باب المكتب، وترك فان دن فونديل النافذة لكي يدير قفل الباب مرتين، وبذلك لم يعد يزعجه أحد، كما لم يعد أحد يستطيع أن يستنجد بالتليفون.
وبعد شهر أو شهرين ستعود الغلايات مرة أخرى إلى مكانها وتعمل من جديد ولن يتغير شيء.
ولكن الرجل المشعث الشعر الموجود الآن في كشك المراقبة كان قد وصل إلى حقه في التنفيس عن ذلك العبء الكبير الخادع من الجنون الهائج.
Unknown page