عندها تغير كل شيء. •••
من هم؟
هم الوجوه الجديده للنظام القديم في النظام الجديد، أصحاب المصالح المتشابكة، من فرضوا أنفسهم أوصياء على الثورة، وتطفلوا عليها كالفطريات الضارة بالقوة وحدها ولا شيء سواها، هم اللطخة السوء السوداء في جبين الثورة الناصع.
في ذلك اليوم المشئوم من الشهر الكريم رمضان، كانت الكهرباء قد انقطعت عن كل ساحة الاعتصام، أقمنا تجمعاتنا على ضوء الشموع والهواتف المحمولة، السماء تغازلنا برذاذ خفيف منعش، تسربت لنا الأخبار أن الأجهزة الأمنية في الخارج تمنع الناس من الدخول لساحة الاعتصام بالقوة، وتناقل الهمس المتشكك أنهم يخططون لشيء بليل.
تأكد الشك عندما بدأنا نسمع أصوات طلقات الرصاص من بعيد ناحية مستششفى العيون، وجسر السكة حديد، عم الارتباك بين الجموع، وتصاعدت بعض الشهقات، كانت نظرات الخوف والترقب على العيون اللامعة تنتظر في حذر، مع ازدياد دوي الرصاص صرخ أحدهم: «احموا المتاريس.»
حماس مفاجئ عم الجميع واندفعنا ناحية المتاريس الخارجية، عندما وصلنا لأول التروس كان ما رأيته لا يصدق.
لا أستطيع أن أجزم ما الذي حدث بالضبط، فقد كان كل شيء يحدث بسرعة.
كان صوت الرصاص أشد ضجيجا، عشرات الجنود من بعيد يتقدمون ناحيتنا ببطء وثبات، وهم يطلقون وابلا كثيفا من الرصاص على الشباب المتمترسين خلف الترس الأول، أصوات الهتافات والصراخ تعلو وتتداخل وتتردد في كل مكان فلم أعد أفهم حرفا .
صبي عاري الصدر ساقط على مقربة من الترس، وبرغم الظلام المنتشر استطعت أن أرى كتلة الدماء المنتشرة على صدره، اثنان من الثوار يزحفان على الأرض خلف الترس ويحاولون سحب صديقهم الجريح، بينما الرصاص يتطاير فوق رءوسهم بجنون لا يصدق.
أحدهم كان يجري تجاه القوات المتقدمة وهو يحمل أحجارا ويقذفها على رءوسهم، لم يتقدم كثيرا حتى سقط على الأرض فجأة وهمدت حركته، أصابوه برصاصة في رأسه مباشرة.
Unknown page