أنا سعيد أنها قد ماتت، آسف لقول هذا لكنها الحقيقة.
صدقني، لم أحب أمي قط!
هل انتهت هذه مجددا؟ لف لنا واحدة أخرى يا صديق.
ينتفض «بكري» في ذعر فجأة، يغطي وجهه بكلتا ذراعيه ويصرخ: «القطر!»
ثم تستكين ملامحه، وتلين، يخرج ورق البرنسيس ويكرر ما فعله مجددا، بسرعة وإحكام، يشعل السيجارة ثم يمدها لي في تراخ: «البنقو ده نضيف يا مان!»
وتذوب نظراته المسترسله في الحائط المقابل.
يقف الطائر يهز جناحيه كأنه يوشك على الطيران، ثم يحجم، يقلب وجهه يمينا ويسارا بسرعة، يسألني بلغة الطير: «الاكتئاب إذن؟»
لا أصدق الأطباء يا سيدي الطائر، طبيبي النفسي أحمق، خدعته ليظنني مريضا، أوهمته بالضلالات، يظن نفسه إلها يوزع صكوك تقييمه كما يشاء، وينطق الحكمة، الأحمق لا يعرف أنني أتلاعب به كيفما أشاء، لا يعرف أنني أذكى من هذا، أذكى منه!
الأطباء النفسيون هم الأشد حقارة وسماجة، والأكثر مقدرة على بيع الهراء، لهذا لا أؤمن بعلم النفس، هو علم تزويق الكلام، كان الأجدر به أن يكون فرعا من فروع الفلسفة، أو التسويق، فقط يبدو موظف التسويق متعرقا متوترا وهو يحاول إقناعك بشراء ما يعرضه لك، ويبدو الطبيب النفسي واثقا يمضغ الغليون في تؤدة وينظر لك في سماجة بعينين رخوتين ميتتين، كلاهما يبيعك الهراء!
لست مصابا بشيء، لم أحب أمي قط، ببساطة، لماذا يجب أن أكون مريضا لقولي هذه الحقيقة! لماذا يجب أن أتفق مع الجميع لأكون طبيعيا!
Unknown page