166

الواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الالهية الفان قال قائل : فلأي شيء كانت حواء مخلوقة من ضلع آدم القصير؟

لقالجواب: أنه تعالى إنما استخرج حواء من ضلع آدم القصير؛ إشارة لقصورها عن درجة الرجل، فما تلحق به أبدأ الفان قيل : فليم لم يكن تعالى خلق أولاد آدم كلهم من ضلعه، كما فعل في احواء، ولم يحوج التاس إلى نكاح؟

فالجواب: إنما فعلى ذلك لما سبق في علمه تعالى* من عدم وجود شهوة في اسم آدم، إلا بوجود زوجة يميل إليها، ولولا حواء ما كان في الوجود تناسل.

ان قيل : فما حكمة تخصيص خلق السيدة حواء من الضلع دون غيره فالجواب: الحكمة في ذلك كونها تصير تحنو على ولدها وزوجها الضلع من الانحناء، ولذلك كان حنو الرجل على المرأة، إنما هو حنو على نفس الانها في الحقيقة جزء منه، وأما حنو المرأة على الرجل؛ فإنما لكونها خلقت لعه، والضلع من شأنه الانحناء والانعطاف.

خرجت من ضلع آدم؛ عمر الله تعالى ذلك الموضع من اى لا يبقى في الوجود خلاء، فلما عمره الله تعالى بالهواء شم إن حوا فسه كما مر، وكما حنت حواء الأخرى إليه؛ لكونه موطنها

الشهوة، وذلك اليها حنيته إلى شأت فيه [89/ كان حب حواء حب الموط، وحب ادم حبه نفسه، ولذلك كان حب المرأة يظهر إذ كانت عينه، بخلاف حب المرأة لزوجها، فإنه يخفى لما أعطيته المرأة من القوة، المعبر عنها بالحياء، فقويت بذلك على الإخفاء، إذ الموطن لا احد بها اتحاد آدم بها، وإن كان الحق تعالى، قد صور في ذلك الضلع جميع ما اوره، وخلقه في جسم آدم على اختلاف الوضع، فإن نشء آدم في صورته كنشأة الاخوري فيما ينشئه من الطين والطبخ، وأما نشء جسم حواء فكان كنشء ال ل فيما ينحته من الصور في الخشب ام إنه تعالى لما نحتها في الضلع، وأقام صورتها وسواها؛ نفخ فيها اوحه، فقامت حية ناطقة أنثى؛ ليجعلها محلا للزراعة والحرث والإنبات، الذي هو التناسل

Unknown page