محمد بن عبد الله بن أحمد المعروف بابن رُشَيِّق المغربي (ت ٧٤٩) حيث قال: (قاعدة في الصبر والشكر. نحو ستين ورقة) ١.
٣ - ما جاء في كتاب العقود الدرية لابن عبد الهادي (ص ٣٩) حيث ذكر أن من مؤلفات ابن تيمية (قاعدة في الصبر والشكر) .
ج - موضوع الرسالة:
بدأ المؤلف ﵀ هذه الرسالة ببيان أن الدين كله يرجع بجملته إلى أمرين هما: الصبر والشكر، واستدل لذلك بقوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ وبقوله ﷺ: "عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله عجب، لا يقضي الله لمؤمن قضاءً إلا كان خيرًا له، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له".
ثم بين أن الصبر عمومًا ينقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
أولًا: صبر على الطاعة حتى يفعلها.
ثانيًا: صبر عن المنهي عنه حتى لا يفعله.
ثالثًا: الصبر على ما يصيبه بغير اختياره من المصائب.
ثم بين أن المصائب نوعان:
النوع الأول: نوع لا اختيار للخلق فيه، كالأمراض وغيرها من المصائب السماوية، وهذا النوع يسهل الصبر فيه لأن العبد يشهد فيه قضاء الله وقدره، وأنه لا مدخل للناس فيه فيصبر إما اضطرارًا وإما اختيارًا.
والنوع الثاني: المصائب التي تحصل للعبد بفعل الناس، في ماله أو عرضه أو نفسه، وهذا النوع يصعب الصبر عليه جدًا لأن النفس تستشعر المؤذي لها
_________
١ الرسالة مطبوعة ضمن (الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية) (ص ٢٣٦) ط دار عالم الفوائد.
1 / 78