Paths of Peace from the Authentic Biography of the Best of Creation, Peace Be Upon Him

Saleh bin Taha Abdul Wahid d. 1439 AH
111

Paths of Peace from the Authentic Biography of the Best of Creation, Peace Be Upon Him

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

Publisher

مكتبة الغرباء

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٢٨ هـ

Publisher Location

الدار الأثرية

Genres

ثم قال ﷺ: "واتبع أصحاب القليب لعنة" (١)، وقام عليهم يناديهم: "يا فلان! يا فلان! لقد وجدتُ ما وعدني ربي حقًا، فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا". قال أصحابه: يا رسول الله أتخاطب أقوامًا قد جُيِّفوا. فقال ﷺ: "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، إلا أنهم لا يملكون جوابًا". أسمعهم الله ﷿ توبيخ رسول الله ﷺ (٢). وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال أبو جهل: هل يُعفر محمَّد وجهه بين أظهركم؟ -أي يسجد ويلصق وجهه بالتراب- فقيل: نعم، فقال: واللات والعزى! لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، أو لأعفرنَّ وجهه في التراب. فأتى رسول الله ﷺ وهو يصلي. زعم ليطأ على رقبته فما فجئهم -أي بغتهم- فيه إلا وهو ينكص على عقبيه -أي: رجع يمشي إلى ورائه- ويتقي بيديه، فقيل له: مالك؟ فقال: إن بيني وبينه خندقًا من نار وهولًا وأجنحة. فقال رسول الله ﷺ: "لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا". فأنزل الله ﷿: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (٧) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (٨) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (١٤) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (١٨) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ

(١) رواه البخاري (رقم ٢٤٠). (٢) رواه مسلم (رقم ٢٨٧٣).

1 / 102