نوب حتب :
علمت ذلك يا سيدي، ولكني أود أن أعلم الآن، ما هو أهم منه في نظري، وهو ما تم في أمر مصر المحبوبة، فهل تمكن ملك الهكسوس الطاغية من إشهار الحرب علينا؟ أم تغلب عليه ملكنا المحبوب بحكمته؟
أمنحتب :
لقد تم يا سيدتي ما هو خير من هذا وذاك، فقد أشهر الهكسوس الحرب وخرجوا من عاصمة ملكهم أواريس في جيش عظيم يقصدون طيبة، وكان ملكنا - أيدته الآلهة بالنصر والظفر - قد اتخذ لذلك عدته، وجمع تحت لوائه الخفاق أغلب أمراء مصر، وملأ قلوبهم حماسا وغيرة، وما كاد أبيبي يترك عاصمة ملكه حتى خرج عليه الأمراء المستقلون الواحد بعد الآخر؛ وكان أول من شق عصا الطاعة، أمراء الفيوم الكرام، وما كاد ذلك الطاغية يصل إلى منتصف الطريق حتى قتل المصريون أغلب جنوده، فانهزم شر هزيمة، وعاد إلى حصنه الحصين في أواريس واحتمى به، فحاصرته جيوش المصريين المظفرة وجمع مولانا الملك جيشا جرارا تحت قيادة نجله الأمير أحمس، فسار إلى الهكسوس الطغاة وحاصرهم في عاصمتهم، ولا يزال ذلك الجيش محاصرا لهم إلى الآن، ويعمل الأمير أحمس بجد.
نوب حتب :
في جمع كلمة المصريين تحت راية أبيه الملك الفاتح، أيدت الآلهة الملك ونجله ونصرت المصريين على أعدائهم الظالمين.
أمنحتب :
لقد أصبح النصر محققا يا سيدتي، ويتنبأ كثير من السحرة الآن بمستقبل باهر لذلك الأمير الشاب، فيقولون إن طرد الهكسوس من مصر سيتم على يديه، وستوحد كلمة البلاد تحت رايته، فيصبح ملك القطرين البحري والقبلي، كما يتنبئون لتلميذتك نيفرتاري بمستقبل عظيم، تتمتع فيه بسلطة واسعة وتشارك زوجها في سياسة البلاد، سياسة عقل وحكمة تجعلها معبودة الشعب فيعبدها المصريون في حياتها وبعد موتها.
1
نوب حتب :
Unknown page