Niswiyya Wa Falsafat Cilm
النسوية وفلسفة العلم
Genres
كانت أمريكا بشكل عام أسبق في منح المرأة حق الانتخاب في بعض ولاياتها، وفتح أبواب التعليم العالي أمامها، وأول طبيبة تعمل في إنجلترا حصلت على شهادتها من أمريكا العام 1859.
27
توالت المؤتمرات الدولية واللقاءات والمنشورات النسوية، بجهد متراوح بين مختلف التوجهات السياسية، حتى كانت ذروة من ذراها العام 1910 الذي شهد المؤتمر الدولي لنساء الاشتراكية، عاونت على عقده الاشتراكية المتحمسة والنسوية البارزة كلارا زاتكين
C. Zatkin ، وفيه جرى اعتماد مصطلح النسوية
Feminism ، وتم إعلان الثامن من مارس عيدا عالميا للمرأة، واعتمدته عصبة الأمم إحياء لذكرى الثورة التي قامت بها العاملات في نيويورك عام 1859م، واستشهد فيها بعضهن احتجاجا على بؤس أوضاع العمل وتدني الأجور.
فرضت النسوية وجودها، وكانت شديدة الحضور في المشرق العربي، خصوصا مصر والشام وتونس. في هذا الأوان - النصف الثاني من القرن التاسع عشر - علا وطيس المناقشات الدائرة حول إصلاح حال المرأة. أجل، كانت المرأة العربية تستمتع بحقوق تجاهد من أجلها المرأة الغربية، كالتصرف في أموالها وحقها في أولادها. تفقد المرأة الغربية أية صلة بأولادها إذا أراد الأب هذا، ولا يحدث هذا في الشرق بل تكنى المرأة بابنها. وبينما تئول أموال الزوجة الغربية إلى زوجها، فإن الرجل العربي الكريم المحتد يأبى أن يقرب أموال زوجته أصلا. ولا يمنع هذا أن المرأة العربية تعاني أشكالا خاصة من الغبن الاجتماعي كالطلاق الجزافي وتعدد الزوجات بغير داع. كانت المشكلة الأم تقليص نطاق حياتها وأستار الجهل التي تفرض عليها التبلد والخمول. أثيرت قضية السفور والحجاب التي لم تتفق الأطراف على مفهوم محدد لها. بدأ حق المرأة في التعليم يفرض نفسه على الأوساط الفكرية. منذ العام 1849م ألقى بطرس البستاني خطابه عن «تعليم النساء»، وأخرج الرائد رفاعة الطهطاوي (1801-1873م) كتابه «المرشد الأمين في تعليم البنات والبنين» (1873م) حيث أشار إلى أن تعليم الفتاة أهم من تعليم الفتى، وافتتح الخديو إسماعيل الذي حكم مصر بين عامي 1863-1879م المدرسة السنية لتعليم بنات العامة، وألف الشيخ حمزة فتح الله كتابه «باكورة الكلام على حقوق النساء في الإسلام» (1889م)
28
نلاحظ أن النسوية في الغرب دائما تلقي باللوم فيما آل إليه وضع المرأة على الأصول التراثية، خصوصا في اليهودية والعهد الجديد، بينما حرصت النسوية في المشرق العربي على استنطاق وتفعيل الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة، وإن كان بعض الرواد دائمي الإشادة بما أسفرت عنه الحركة النسوية في الغرب. توالت في مصر والشام وتونس الجهود والجمعيات والمجلات النسائية. وبلغت النسوية ذروتها في كتابي قاسم أمين «تحرير المرأة» (1899م) و«المرأة الجديدة» (1900م) اللذين هما تعبير قوي عن حصائل التطور المتلاحق في التاريخ السيسيولوجي لمصر إبان القرن التاسع عشر ويحملان «صورة ناضجة لمثول عوامل الحداثة في بنية الثقافة المصرية»
29
على العموم سارت الدعوة إلى تعليم البنات قدما، بل وتم افتتاح فرع نسائي في الجامعة المصرية الوليدة 1908م حتى عام 1912م ... وفي 6 مارس 1913م كان اكتشاف رأس نفرتيتي في تل العمارنة ليساهم في إيقاظ وعي المرأة المصرية بذاتها. وحضرت هدى شعراوي ونبوية موسى وسيزا نبراوي مؤتمر المرأة العالمي العام 1922م، وأسسن الاتحاد النسائي المصري الباحث عن تحسين أحوال المرأة والمساواة بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات ...
Unknown page