مقدمة المؤلف
(بسم الله الرحمن الرحيم) الحمد لله ذي المن والإحسان، والطول والامتنان، والقدرة والسلطان، مدبر الأمور بحكمته، ومنشئ الخلائق بقدرته، كرم بني آدم وشرفهم بخلع الإيمان وفضلهم بالعقل ومزيد البيان. اصطفى منهم أصفياء، وجعل منهم بررة أتقياء. فهم خواص عباده، وأوتاد بلاده، خصهم بالخيرات والعطايا، وصرف عنهم الآفات والبلايا، وحبب إليهم المعروف، وأعانهم على إغاثة الملهوف، ليكمل عليهم المنة والفضل، ليزدادوا له شكرا بالعطاء والبذل.
والصلاة على رسوله محمد القائم بحججه، والداعي إلى منهجه، أرجح العرب ميزانا، وأفصحها لسانا، وأوضحها بيانا، وأسمعها بنانا، وأوثقها إيمانا وأعلاها مقاما، وأحلاها كلاما، وأوفاها ذماما، فأوضح الحقيقة، ونصح الخليفة، ونصب أدات الدين وأعلا أعلامه، فرفع آيات اليقين وأحكم أحكامه، وشرع بأمر ربه حتى ظهر دينه على كل دين، وبلغ ما تحمل من رسالته حتى أتاه اليقين، استخرجه من الحسب الصميم، والأصل الكريم، في أفضل أوان، وخير زمان، بأنوار منار، وأشهر شعار، وأكثر فخار، من أطهر بيت في مضر بن نزار، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه من الأنصار والمهاجرين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.
وبعد:
يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه، الراجي العفو عن جرائمه الفادحة، وعظيم ذنبه المؤمل، شفاعة نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) وأهل بيته كرام الأنام المرتجين، وصحبه عليهم صلوات الله ما حن واله وحيا الحيا وادي العقيق بمكة: محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود الحسن الزرندي محتدا ونجارا، المدني مولدا ودارا، الأنصاري نسبا وفخارا، المحدث بالحرم الشريف النبوي (صلى الله عليه وسلم)، أولاه الله تعالى سعادة الدارين، ورزقه العمل بما أوتيه من النورين، ورحم سلفه وسقى صوب الرحمة والغفران ضريحه، وأناله بكرمه محض لطفه
Page 8