الثاني الإجماع إجماع أهل المدينة ليس حجة لأن المواضع لا تدخل لها في الصدق والكذب وإنما المعتبر العدالة وعدمها فيهما. وقال مالك إنه حجة. وهو خطأ للعلم الضروري بأن البقاع لا مدخل لها في تصديق الرجال وقد قال الله تعالى ومن أهل المدينة ?مردوا على النفاق وقال تعالى فما ل الذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين ومنهم من يلمزك في الصدقات? إلى غير ذلك من الآيات الدالة على وقوع الذنب منهم. وأما إجماع العترة فإنه حق خلافا للجمهور وإن الله تعالى أذهب عنهم الرجس وطهرهم فقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فأكد بلفظ إنما وباللام نهج الحق ص : 388و بالاختصاص على صيغة النداء وبقوله يطهركم وبقوله تطهيرا. وما أغرب هؤلاء يث لم يجعلوا إجماع من نزهه الله تعالى من الخطإ والزلل وقول الفحش وجعله ردءا للنبي ص في استجابة دعائه يوم المباهلة وخصه بالأخوة وغير ذلك من الفضائل الجمة حجة.
وقد روى صاحب الجمع بين الصحاح الستة أن قوله تعالى كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله إلى قوله إن الله عنده أجر عظيم نزل في حق علي
وفي الجمع بين الصحيحين قوله ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
ولا شك أن قول هارون حجة وكذا قول من ساواه في المنزلة.
وفي مسند أحمد بن حنبل قال رسول الله ص إني دافع الراية إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح الله عليه
وإنما يصح محبته له مع انتفاء المعصية منه.
Page 224