قلت رَبِّي لَا أَدْرِي
قَالَ فَوضع يَده بَين كَتِفي فَوجدت بردهَا بَين ثديي فَعلمت مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب ثمَّ قَالَ
يَا مُحَمَّد فيمَ يخْتَصم الْمَلأ الْأَعْلَى
قلت رَبِّي لَا أَدْرِي
قَالَ فِي الْكَفَّارَات وَالْمَشْي على الْأَقْدَام إِلَى الْجَمَاعَات وإسباغ الْوضُوء فِي الشتوات وإنتظار الصَّلَاة بعد الصَّلَاة فَمن حَافظ عَلَيْهِنَّ عَاشَ بِخَير وَمَات بِخَير وَخرج من ذنُوبه كَيَوْم وَلدته أمه
وَاعْلَم أَن الَّذِي يَقْتَضِي التَّأْوِيل من هَذَا الْخَبَر قَوْله ﷺ فَوضع كَفه بَين كَتِفي وَقد رُوِيَ كنفي
فَأَما تَأْوِيل الْكَفّ فقد تَأَوَّلَه النَّاس على وَجْهَيْن
أَحدهمَا أَن يكون بِمَعْنى الْقُدْرَة كَمَا قَالَ الْقَائِل
(هون عَلَيْك فَإِن الْأُمُور ... بكف الْإِلَه مقاديرها)
يَعْنِي فِي قدرته تقديرها تدبيرها
وَالْوَجْه الثَّانِي أَن يكون المُرَاد بالكف وَالنعْمَة والْمنَّة وَالرَّحْمَة وَقد اسْتعْملت الْعَرَب لفظ الْيَد والإصبع والكف فِي معنى النِّعْمَة وَذَلِكَ سَائِغ كثيرا فِي اللُّغَة وَذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ
1 / 79