Mushilat Maca Ghuraba

Cabd Rahman Majdi d. 1450 AH
31

Mushilat Maca Ghuraba

مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق

Genres

21

فهو يعني عدم المبالاة بالاهتمامات الشخصية وليس اهتمامات الآخرين؛ إذ يتضمن - كما يحدث مع الراوي الذي يعلم كل شيء في الروايات الأدبية - تنحينا الممتع عن التركيز على ذواتنا والدخول في الدوائر الذاتية المنغلقة ظاهرا لدى الآخرين من حولنا، فهو ملكة خيالية بمنظور لاكان. فالأخلاق - كالمحاكاة الفنية - تتضمن تقمص الحالة الداخلية للآخرين أو تمثيلها، كما تمثل نوعا من الحب باعتبارها رغبة إيثارية في فائدتهم. واستحسان وجود نزعة خالية من المصلحة يعني أن نحب من يحب. يقول هتشسون في عمله «تحقيق عن الخير والشر الأخلاقيين»: «إن كلمة الخير الأخلاقي ترمز إلى فكرتنا عن صفة ما تتضح في الفعل تؤدي إلى الشعور بالاستحسان والحب تجاه صاحبه لدى من لا يعود عليهم أي نفع من الفعل.»

22

ويقصد من العبارة الأولى في الجملة أن تكون ردا على مذهب الذاتية؛ إذ لا يزعم هتشسون كما عند أنصار المذهب الانفعالي أنه لا يوجد شيء صحيح أو خطأ، ولكن الشعور هو ما يجعله ذاك أو ذلك.

إن هذه البراءة السمحة في رؤية هتشسون الأخلاقية هي ما نتذكره؛ لكن نظرته للإنسانية لم تكن مفرطة التفاؤل على الإطلاق؛ فقد تحدث - كما ينبغي لمشيخي ملتزم - عن الجنس البشري واصفا إياه بأنه «فاسد ومنحط أخلاقيا» تحظى «شهوانيته ومساعيه الأنانية الخسيسة بانتشار أكبر.»

23

إلا أن كتابات هتشسون تحتوي على ما يكفي للاعتقاد بأنه اعتبر الطبيعة البشرية خيرة في أصلها. إنه لعمل شجاع من رجل مشيخي أن يضع اسم رجل ربوبي سيئ السمعة ومتفائل إلى أقصى حد كشافتسبري في صفحة عنوان أحد كتبه؛ إذ يقول إن «عقولنا» تنحاز بشدة «نحو الخير والعطف والإنسانية والكرم واحتقار المصلحة الخاصة ...»

24

وتبدو الرذيلة في عمله «مقالا عن الطبيعة وسلوك العواطف والمشاعر» مجرد إفراط: «فكل عاطفة بمقدارها المعتدل عاطفة بريئة، وكثير منها ودود بصفة مباشرة وصالح أخلاقيا.»

25

Unknown page