استئناس به يقع على المحبين كثيرا فيقبل دعاهم [دعاءهم] وإن كان في التذكير بنحو ذلك ما يقع منه قلة الأدب لو وقع من غيرهم ولذلك بحث طويل وشواهد من الكتاب والسنة يخرج ذكره عن مناسبة المقام ومن لطيف ما اتفق فيه مناجات برخ الأسود الذي أمر الله تعالى لكليمه موسى (ع) أن يسأله ليستسقي لبني إسرائيل بعد أن قحطوا سبع سنين وخرج موسى ليستسقي لهم في سبعين ألفا فأوحى الله إليه كيف أستجيب لهم وقد أظلت عليهم ذنوبهم وسرائرهم خبيثة يدعونني على غير يقين ويأمنوا مكري ارجع إلى عبد من عبادي يقال له برخ يخرج حتى أستجيب له فسأل عنه موسى (ع) فلم يعرف فبينما موسى (ع) ذات يوم يمشي في طريق فإذا هو بعبد أسود بين عينيه تراب من أثر السجود في شملة قد عقدها على عنقه فعرفه موسى بنور الله تعالى فسلم عليه فقال ما اسمك قال اسمي برخ فقال أنت طلبتنا منذ حين أخرج استسق لنا فخرج فقال في كلامه ما هذا كلامه اللهم ما هذا من فعالك وما هذا من حلمك وما الذي بدا لك أنقصت عليك عيونك أم عاندت الرياح عن طاعتك أم نفد
Page 69