فقال له جيمي: «سوف أتذكر. سوف أتذكر بالتأكيد.»
انتظر جيمي قليلا قبل أن يتجه إلى المنزل لأنه كان يحب أن يرى الخفة، والانطلاق الحر، والرشاقة المطلقة التي يثب بها الكشافة الصغير على السياج الفاصل بين أرض سيد النحل وأرض مارجريت كاميرون.
في الصباح التالي، قبل أن يمضي جيمي في سبيله إلى الشاطئ، دعا جارته لزيارته. وحيث إنها لم تقل شيئا هي نفسها فقد تغافل عن أن عينيها كانتا حمراوين ويديها كانتا مرتعشتين، لكنه تساءل حقا. تساءل كثيرا ما إن كانت لولي التي لم ترق له كثيرا من وصف قائد الكشافة لها، أم مرض سيد النحل هو الذي أهم امرأة برقي أخلاق مارجريت كاميرون.
تمدد جيمي على فراشه ووضع يديه على الضمادات التي غطت جانبه. ثم رفع ناظريه إلى جارته.
وقال: «مارجريت كاميرون، فلتحلفي يمينا!» وتابع: «ارفعي يدك اليمنى في الهواء وأقسمي يمينا مغلظة أنك ستخبرينني ما إن كان شهر من اتباع أفضل نظام استطعنا التوصل إليه قد أزال اللون والحرارة عن هذا الجرح ولو قليلا. لم تواتني الشجاعة لأراه بنفسي، فإنني لا أستطيع أن أواجهه جيدا إلا في المرآة، وهي ليست كافية بالمرة. فهيا بنا!»
لم يدر جيمي، لم يدر حين أغمض عينيه أن بشرة وجهه كانت مشدودة بشدة على عظامه. ولم يدرك أن يديه كانتا ترتجفان وهو يرفعهما ليكشف عن الجانب الأيسر من صدره. ومن ثم جاءت مارجريت كاميرون إلى جانب الفراش وانحنت فوقه وأمعنت النظر. «تحول تجاهي قليلا!» نطقت الأمر بحدة.
تفتحت عينا جيمي فجأة، ومما رآه على وجهها راح قلبه يقفز، وقبل أن يعرف ما هو فاعل قام وأمسك بيديها.
وصاح: «آه، يا مارجريت! هل أنت متأكدة؟ هل أنت متأكدة أنه تحسن لهذه الدرجة؟»
كانت مارجريت قابضة على يديه بقدر ما استطاعت.
فقالت له: «آه، يا عزيزي جيمي، إن اللون يتلاشى فيما يشبه المعجزة، ويبدو واضحا وضوح الشمس أن الجرح بدأ يندمل من أسفل! إنه في سبيله لأن يبرأ، وكذلك اكتست ضلوعك وصدرك بمزيد من اللحم! لم تعد هزيلا جدا! كان قد خطر لي أنني رأيت ذلك في يديك ووجهك، وإن كنا لم نهتم كثيرا بزيادة وزنك كما اهتممنا بمسألة تطهير الدم. لأننا إذا استطعنا تطهير مجرى الدم، استطعنا في أي وقت البدء في اكتساب الوزن. أرى أنك سوف تنجو يا عزيزي جيمي. أرى أنك إذا ظللت متماسكا واستمر التحسن طوال ستة أشهر، ستستطيع أن تقضي على تلك البقعة القبيحة. سوف تترك ندبة بغيضة، لكن الندبات هي حصيلة أي حرب. إذا تطهر دمك، وإذا تمكنت من الوصول لحالة تسمح بالعمل، فليس هناك ما يعوقك عن أن تصبح الرجل الذي أراد الله أن تصير إليه حين ولدت.»
Unknown page