قال جيمي: «حسنا، يمكنك القول إذن إن النحل على ما يرام. مارجريت كاميرون تبعث إليك بمحبتها وتطمئنك أن زهورك تزدهر، وبوسعي أنا إخبارك بأن منزلك يلقى الرعاية النابعة من المحبة. فإنني أوصده بحرص عند مغادرته، وأقيم فيه متوخيا الرفق كما يجدر برجل يخطو على أبسطة عتيقة ويلمس أثاثا عتيقا. وعند عودتك إلى المنزل مرة أخرى ستجد كل شيء كما تركته بالضبط.»
ابتسم سيد النحل. وقال: «لقد توقعت أن يكون ذلك هو الحال حين ناديتك من الطريق. إذ بدوت لي، حتى وأنا أكابد العذاب في تلك الساعة، رجلا ذا فهم راق وفطرة سليمة. عرفت أنني سأصبح في مأمن حتى وأنا أترك معك أعز أملاكي. لم يخالجني أي إحساس بأنك غريب. بل بدوت وسيلة أرسلت لتلبي حاجتي الملحة. ماذا عن الكشافة الصغير؟ شريكي الصغير؟» «شريكك الصغير يأتي إلى الحديقة، لكنني لا أراها حديقة بحق من دونك. ثمة شيئان لا بد أن أخبرك بهما.»
وضع جيمي يده في جيبه وأخرج قيمة «السجق» وزجاجة المشروب الغازي المنكه بالفراولة ووضع العملات المعدنية في يد سيد النحل الممدودة.
قال جيمي: «كانت التوجيهات التي تلقيتها أن يكون الخبز محمصا، و«السجق» مشقوقا وجافا. والبصل محمرا. وحددت كمية المستردة بدقة. وكان علي الإشراف على عملية إعداد شطيرة «السجق» تلك بنفسي وبعناية. ويمكنني أن أذهب الآن وأحرص على إعدادها وفقا للمواصفات، إذا كنت ترى أن الدكتور جرايسون لن يقرعني بالعصا على ذلك.»
ابتسم سيد النحل. وأطبق أصابعه على النقود، القطع نفسها التي احتسبها مساعده الصغير من أجله.
قال جيمي: «انتقيت النقود بعناية من بين الأزرار والمشابك وأحجار النرد وأحجار القمر، وتصادف أنه بذلك استنفد كل ما لديه من نقود تقريبا. فلم يتبق الكثير. إلا أن شريكك ربح رهانا سيدر عليه ربع دولار؛ لذا فهو غير مهدد بالإفلاس. وقد كنت شاهدا بالصدفة على ربحه الرهان. فقد أصاب بوابل من البصاق الموجه بدقة نحلة طنانة على بعد عشر خطوات تقريبا وأسقطها من نبات معترش أحمر.»
اهتز جسد سيد النحل وهو يضحك ضحكة مكتومة.
وقال بحماس: «لقد أحسن عملا!» وأضاف: «يمكن الاعتماد على مساعدي في إصابة أي شيء تقريبا تضعه له هدفا.»
قال جيمي: «وإن مساعدك لديه قلب مفعم بالحب لك، حب بالغ وصادق حتى إنني أعتقد بحق أنه كان صريحا وصادقا عندما عرض التنازل لك عن يده اليمنى التي يحتاج إليها في امتطاء الخيل، والتجديف بالقوارب، والسيطرة على فتيان الكشافة، لو كانت ستخفف من ألمك وتعود بك إلى المنزل سالما ومعافى.»
أغمض سيد النحل عينيه بإحكام وظل مستلقيا مكانه وهو يمسك العملات المعدنية بين أصابعه. وما لبث أن ابتسم لجيمي في صلابة.
Unknown page