وبعد برهة، حين استعادت أنفاسها لتقوى على فعل أي شيء، أدارت مولي كاميرون رأسها وولت وجهها للسقف وقالت بلكنة اسكتلندية: «سأفعل. وقتما تريدني، سأفعل!»
فقال جيمي: «إنني أريدك حالا، اليوم إذا وافقت، بمجرد أن نصل إلى مكتب الزواج ونحصل على الوثائق الرسمية. فقد سئمت من المغامرات. وأريد أن أستقر وأقضي ما تبقى من حياتي أحبك وأرعى النحل.»
فسألته مولي كاميرون: «وماذا سيظن مكتب الزواج إذا جاءته الفتاة نفسها من أجل إذن آخر باسم آخر في تلك المدة القصيرة؟»
نظر جيمي إلى عينيها مباشرة وضحك وهو يحيطها بذراعيه بقوة. وأجاب: «فلتتركي لي مسألة المكتب! لا بد أنه في عهدة شخص إنساني النزعة. سأذهب وأتحدث معهم، وسأحرص على ألا يقع أي شيء مزعج حين تأتين. فقد استطعت في أوقات من حياتي إقناع الناس بمهارة.»
فقالت مولي كاميرون مصدقة على قوله: «صحيح، لا بد أن أؤكد على صحة ذلك القول! فإنني أوافق الرأي أنك أكثر الناس الذين عرفتهم يوما قدرة على الإقناع! إن لم يكن لديك قدرة هائلة على الإقناع ما كان سيخطر لي أن أعرضك لكل الإزعاج الذي عانيته بسببي منذ العاصفة العاتية.»
قال جيمي: «لا تشغلي بالك بالإزعاج أو معاناتي بسببك.» وتابع: «ثمة شيء واحد أريدك أن تعرفيه. هل تدركين في أعماق قلبك أنني لم أستطع قط أن أصدق أنك أردت ذلك العقد وذلك الخاتم واسمي لنفسك؟»
نظرت مولي كاميرون في عينيه مباشرة.
وقالت: «لم تستطع بالطبع!» وتابعت: «بالطبع لم تستطع! فأنت نفسك رجل مجبول على الانطلاق في الطبيعة بما يكفي لتعرف الفتاة التي تهوى الطبيعة حين تلتقيها. بالطبع ما كنت ستظن بي مثل هذا الظن!»
ثم وضعت ذراعيها حول عنق جيمي، ولم تشد رأسه إلا مسافة قصيرة حتى أصبح في مستوى رأسها.
ثم قالت: «إن رأيي فيك يا جيمي ماكفارلين ليس مما يكتب في كتب كثيرة، لكن لدي شيء أريد معرفته قبل أن تذهب إلى مكتب الزواج. هل ستسمح لي بالاستمرار في تدريس التربية القومية الأمريكية مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا؟ فإنني شغوفة بعملي! وأعتقد أنها من أهم الوظائف لأي امرأة في هذا البلد في عصرنا الحالي!»
Unknown page