جعل يشاهد الفتاة الرشيقة وحركاتها الخفيفة وهي تسير عبر الشاطئ وتجلس قبالته على بعد بضع قصبات. ثم اجتمع الحشد الصغير حولها. وسمع الصوت الذي سمعه من قبل، والذي يعرفه حق المعرفة، وهو يقول: «والآن، يا أيها الصغار، قبل أن نتناول غداءنا وقبل أن نبدأ اللعب، لا بد أن نتعلم درسنا، لنرى فقط إن كنتم تتذكرون حتى وأنتم في إجازة. ما هذا الذي أمامكم؟»
هتف الأطفال مجتمعين: «المحيط الهادئ!» «وما الذي وراءكم؟» «جبال سييرا مادري!» «وما الذي فوقكم؟» «السماء!» «وما الذي تجلسون عليه؟» «رمال!» «وبلد من هذا؟»
فهتف كل من الصغار سواء صبي أو فتاة: «بلدي!» «ومن يستطيع أن يلقي علينا نشيد «بلدي»؟»
جعلت الأيادي الصغيرة تلوح في الهواء. وأشارت المعلمة في اتجاه الصبي الياكي الهندي الصغير. «فلتجرب، يا إزادور!»
وقف الطفل الصغير، وضم قدميه معا، وخلع قبعة القش التي يعتمرها، ولأن جيمي كان يعلم ما سيقوله الطفل قبل أن يبدأ، فقد استطاع أن يميزه: «بك يا بلدي أتغنى،
يا أرض الحرية الجميلة ...»
ابتسمت معلمة مادة القومية الأمريكية للطفل وقالت: «أصبت يا إزادور! يكفي هذا. الآن، من يستطيع أن يخبرنا ما هي «الحرية»؟»
مرة أخرى زخر الهواء بالأيادي.
أشارت المعلمة إلى فتاة صغيرة مكسيكية. «فلتجيبي، يا ماريا.»
أجابت ماريا على الفور، ملوحة بذراعيها مثل طاحونة هواء نحو الرمال وصوب الجبال والسماء والبحر: «كل هذا ... من دون معارك.»
Unknown page