164

بعد أن ارتدت جين ملابس مناسبة واستقر بهما المقام في السيارة المتجهة نحو الإسطبل الذي سمع جيمي عن بيع خيل ركوب فيه على بعد عدة أميال على امتداد الشاطئ، تطرق جيمي مرة أخرى لموضوع الحصان.

إذ سألها: «هل لديك فكرة محددة في رأسك بخصوص نوع الحصان الذي تريدينه بالضبط يا جين؟»

جعل جيمي يشاهدها بنظرات جانبية. فرأى نظرة عابسة عبوسا طفيفا، وتصلبا بسيطا في جسدها، فعرف المغزى وراء ذلك. ومرت دقيقة أو دقيقتان من الصمت، وبدلا من إجابة السؤال، جاء سؤال بصدد موضوع مختلف. «ألن تناديني «الكشافة الصغير» مرة أخرى أبدا؟»

فكر جيمي جديا وسريعا.

وقال: «لا، لن أفعل. لن أفعل مجددا أبدا. من الآن فصاعدا سأدعوك باسمك. إنه اسم جميل للغاية ومن الأسماء التي أحبها كثيرا. إنه اسكتلندي، وكذلك أنا، حتى النخاع. وأرى أنه يجدر بك التوقف عن التنكر. ولتكوني على طبيعتك من الآن فصاعدا، حين تكونين معي. فإنك تؤكدين بشدة على أهمية أن يسلك الناس سبيل النزاهة في الحياة. وقد نجوت بفعلتك مرات كثيرة حتى الآن بحق، لكنك من الآن فصاعدا ستصيرين كبيرة بما يكفي لأن تثيري انطباعات سيئة للغاية إن نويت الاستمرار في التنكر.» «هل تقصد أنك لا تريد أن أرتدي السراويل أمامك بعد الآن؟»

قال جيمي: «بالقطع لا، أيتها الحمقاء!» وأضاف: «أعتقد أن السراويل هي الملابس المناسبة لترتديها وأنت تعملين في الحديقة وتمتطين الخيل، وأثناء اللعب، وحين تؤدين التمارين. ما أريده منك هو أن تتوقفي عن اللعب مع الصبية وأن تعرفي مدى روعة نوعك. لا تظني أنك الفتاة الوحيدة في العالم التي تحب ركوب الخيل أو التسلق أو الخروج أو قيادة فريق كشافة. أريدك أن تكوني في مكانك الطبيعي، حيث تنتمين.»

تفكرت جين في الأمر بتأن، كما كان دأبها.

ثم قالت ببطء لكن بنبرات أكثر مرحا: «حسنا، قد تكون محقا في هذا الشأن، لكن عليك أن تدلني على السبيل؟»

فقال جيمي: «حسنا، سوف أدلك! أول ما سنفعله هو التوجه مباشرة إلى مكان معي عنوانه هنا في هذا الجيب. سوف نشركك في معسكر لفتيات الكشافة، وسأرافقك للاجتماع الذي ينعقد مرة أسبوعيا. إن لم يسمحوا لي بالدخول، فسأظل أتسكع بالخارج حتى تفرغي من الاجتماع، لكن لست بحاجة إلى أن تخبريني أن أي فتاة قد تنضم لمعسكر فتيات الكشافة لا بد أن تكون من الفتيات اللواتي يهوين السباحة والتجديف بالزوارق وامتطاء الخيل والخروج إلى الطبيعة. ولست بحاجة إلى أن تخبريني سيكون بين كل الفتيات اللواتي يتكون منهن المعسكر ولو فتاتان أو ثلاث على الأقل حسناوات المظهر، ومهذبات السلوك، فتيات من أسر كريمة، ممن يسر أمك أن ترافقيهن.»

قالت جين: «حسنا. سنلعب لعبة «احذ حذوي.» أنت تحدد الوجهة وأنا أتبعك مباشرة.»

Unknown page