المقدمة

| المقدمة

|| المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي نهج السبيل إلى معرفته ويسر ما دعا إليه من طاعته وأعان على شكر منته ونعمته بما ندب إليه من العمل في عبادته ورغب فيه من جزيل ثواب جنته وهدى إليه بما أوضح عنه من حجته وصلى الله على خيرته من بريته محمد سيد أنبيائه وصفوته وعلى الأئمة الراشدين من عترته وسلم كثيرا.

وبعد فإني ممتثل ما رسمه السيد الأمير الجليل أطال الله في عز الدين والدنيا مدته وأدام بالتأييد نصره وقدرته وحرس من الغير أيامه ودولته من جمع مختصر في الأحكام وفرائض الملة وشرائع الإسلام ليعتمده المرتاد لدينه ويزداد به المستبصر في معرفته ويقينه ويكون إماما للمسترشدين ودليلا للطالبين وأمينا للمتعبدين يفزع إليه في الدين ويقضى به على المختلفين وأن افتتحه بما يجب على كافة

Page 27

المكلفين من الاعتقاد الذي لا يسع إهماله البالغين إذ هو أصل الإيمان والأساس الذي عليه بناء جميع أهل الأديان وبه يكون قبول الأعمال ويتميز الهدى من الضلال وبالله أستعين

Page 28

1 باب ما يجب من الاعتقاد في إثبات المعبود جلت عظمته وصفاته التي باين بها خلقه ونفى التشبيه عنه وتوحيده

| 1 باب ما يجب من الاعتقاد في إثبات المعبود جلت عظمته وصفاته التي باين بها خلقه ونفى التشبيه عنه وتوحيده

|| 1 باب ما يجب من الاعتقاد في إثبات المعبود جلت عظمته وصفاته التي باين بها خلقه ونفى التشبيه عنه وتوحيده

واجب على كل ذي عقل أن يعرف خالقه جل جلاله ليشكره على نعمه ويطيعه فيما دعاه إليه فيعلم أن له صانعا صنعه واخترعه من العدم وأوجده وأنعم عليه بما أسداه من الفضل والإحسان إليه فجعله حيا سميعا بصيرا مميزا وأمره ونهاه وأرشده وهداه كما ذكر ذلك جل اسمه فيما عدده عليه من الآلاء فقال @QUR@015 ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين فلا اقتحم العقبة .

ويعتقد أنه الخالق لجميع أمثاله من البشر وأغياره من الجن والملائكة والطير والوحوش وجميع الحيوان والجماد والسماء والأرض وما فيهما وما بينهما من الأجناس والأصناف والأفعال التي لم يقدر عليها سواه وأنه الله القديم الذي لم يزل ولا يزال لا تلحقه الآفات ولا يجوز عليه التغير بالحادثات الحي الذي لا يموت والقادر الذي لا يعجز والعالم الذي لا يجهل لم يزل كذلك ولا يزال وأنه لا يشبه شيئا ولا يشبه شيء على حال وكل

Page 29

ما توهمته النفس فهو بخلافه @QUR@011 لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير وأنه عدل لا يجور وجواد لا يبخل بدأ خلقه بالإحسان وعرضهم بما أكمل من عقولهم لعظيم النفع بالثواب الذي يجب بالعبادة له والطاعات ويسر عليهم ذلك بالقدرة عليه والهداية إليه والإرشاد والبيان وأنه رحيم بهم محسن إليهم لا يمنعهم صلاحا ولا يفعل بهم فسادا غني لا يحتاج وكل العباد إليه محتاج واحد في الإلهية فرد في الأزلية لا يستحق العبادة غيره يجزي بالأعمال الصالحات ولا يضيع عنده شيء من الحسنات ويعفو عن كثير من السيئات @QUR@015 لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما

2 باب ما يجب من الاعتقاد في أنبياء الله تعالى ورسله ع

| 2 باب ما يجب من الاعتقاد في أنبياء الله تعالى ورسله ع

|| 2 باب ما يجب من الاعتقاد في أنبياء الله تعالى ورسله ع

ويجب أن يعتقد التصديق لكل الأنبياء(ع)وأنهم حجج الله على من بعثهم إليه من الأمم والسفراء بينه وبينهم وأن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف(ص)خاتمهم وسيدهم وأفضلهم وأن شريعته ناسخة لما تقدمها من الشرائع المخالفة لها وأنه لا نبي بعده ولا شريعة بعد شريعته وكل من ادعى النبوة بعده فهو كاذب على الله تعالى ومن يغير شريعته فهو ضال كافر من أهل النار إلا أن يتوب ويرجع إلى الحق بالإسلام فيكفر الله تعالى حينئذ عنه

Page 30

بالتوبة ما كان مقترفا من الآثام.

ويجب اعتقاد نبوة جميع من تضمن الخبر عن نبوته القرآن على التفصيل واعتقاد الجملة منهم على الإجمال ويعتقد أنهم كانوا معصومين من الخطإ موفقين للصواب صادقين عن الله تعالى في جميع ما أدوه إلى العباد وفي كل شيء أخبروا به على جميع الأحوال وأن طاعتهم طاعة لله ومعصيتهم معصية لله وأن آدم ونوحا وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وإدريس وموسى وهارون وعيسى وداود وسليمان وزكريا ويحيى وإلياس وذا الكفل وصالحا وشعيبا ويونس ولوطا وهودا كانوا أنبياء الله تعالى ورسلا له صادقين عليه كما سماهم بذلك وشهد لهم به وإن من لم يذكر اسمه من رسله على التفصيل كما ذكر من سميناه منهم وذكرهم في الجملة حيث يقول @QUR@012 ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك كلهم أنبياء عن الله صادقون وأصفياء له منتجبون لديه وأن محمدا(ص)سيدهم وأفضلهم كما قدمناه.

وكذلك يجب الاعتقاد في رسل الله تعالى من ملائكته(ع)وأنهم أفضل الملائكة وأعظمهم ثوابا عند الله تعالى ومنزلة كجبرائيل وميكائيل وإسرافيل ويجب الإيمان بهم على التفصيل ومن لم يتضمن القرآن ذكره باسمه على التعيين جملة كما وجب ذلك في الأنبياء من البشر

Page 31