Mukhtarat Qisasiyya Li Ryunosuke Akutagawa
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
Genres
قال لي «س»: «إذن نحن جميعا راسبون.»
ولكن كان وجهه في عيني يبدو عليه حياء مريب لدرجة أنه بدا في عيني جذابا.
ثم أضاف «ك» على الفور: «لا يدخن ولا يشرب الخمر! ... أي إنها تقصد أن يكون شبيها بأخيها.»
بدأت تلك النزهة تسبب لي الاستياء، وأنا أجيب عليه برد لا أهمية له، وبالتالي عندما قالت «م»: «هيا بنا نعود» شعرت بالطمأنينة وتنفست الصعداء، أدارت «م» قدميها للخلف تماما قبل أن ينطق أي منا بكلمة، ووجهها كما هو بنفس البشاشة والإشراق، وفي طريق العودة لنزل الينابيع الساخنة، ظلت أم «م» فقط هي التي تتحدث، وبالتأكيد عدنا من نفس الطريق السابق داخل غابات الصنوبر، ولكن كان ذلك الدبور الأحمر قد اختفى بالفعل.
بعد نصف شهر فقط من ذلك؛ لأنني لم يكن لدي أية رغبة في عمل شيء ربما بسبب الطقس الضبابي الغائم، ذهبت إلى حديقة بها بركة، وهناك وجدت أم «م» وحيدة تجلس على كرسي هزاز، وتقرأ صحف طوكيو، ويفترض أن الآنسة «م» ذهبت اليوم مع «ك» و«س» لتسلق جبل «ي» الذي يقع خلف النزل، وعندما رأتني تلك السيدة خلعت نظارة القراءة وألقت علي بالتحية. «هل أتنازل لك عن هذا الكرسي؟» «كلا، لا داعي، يكفيني هذا.»
وقررت أن أجلس على كرسي خيزران قديم. «أنت لم تنم ليلة أمس، أليس كذلك؟» «بل نمت ... هل حدث شيء؟» «لأن ذلك الرجل المجنون أخذ يجري في الممر فجأة.» «أحدث ذلك فعلا؟ لم أكن أدري.» «أجل، يبدو أن البداية كانت قراءته في الصحيفة عن الضجة الذي حدثت بسبب إفلاس بنك من البنوك.»
تخيلت حياة ذلك المجنون الذي يضع وشما بأوراق الصنوبر، ثم بعد ذلك - لا حيلة إن سخر مني - ولكنني تذكرت الأسهم والسندات التي يملكها أخي الأصغر مني. «إن السيد «س» مثلا أخذ يبكي ...»
أخذت السيدة أم «م» تسألني عن «س» بطريقة غير مباشرة، ولكنني كنت أضيف في كل إجاباتي كلمات عدم التأكد، مثلا: «على الأرجح» و«على ما أعتقد» (إنني دائما لا أستطيع التفكير في شخص ما إلا كأنه شخص واحد بحاله فقط. ويصبح كل ما يتعلق بأسرته أو ثروته أو وضعه الاجتماعي حديثا باردا تلقائيا، علاوة على ذلك أن الأمر الأسوأ هو أنني عندما أفكر في ذلك الشخص كإنسان فقط، أستخرج من ذلك الشخص النقاط التي تشبهني وأحدد من خلالها حبي أو كراهيتي له بأنانية)، ليس هذا فقط بل شعرت بالغرابة أن تلك السيدة تريد البحث والتقصي حول «س». «إن السيد «س» مصاب بعصبية المزاج، أليس كذلك؟» «أجل، على الأرجح يسمى ذلك مزاجا عصبيا.» «ولكنه لا يختلف مطلقا عن الشخص العادي.» «إنه ولد مدلل، ... ولكنني أعتقد أنه بات مدركا لأغلب الأمور.»
أثناء ذلك الحديث اكتشفت حيوان سرطان نهر يزحف على حافة البركة، بل وكان سرطان النهر ذلك يجذب حيوان سرطان نهر آخر قشرته الخارجية محطم نصفها، فتذكرت حديث سرطان البحر داخل نظرية التعاون المتبادل لكروبوتكين. طبقا لما يعلمه كروبوتكين، يقول إن سرطان البحر دائما يذهب ليساعد أي سرطان مصاب بجروح، ولكن في الواقع وطبقا لمراقبة قام بها أحد علماء الأحياء، يقول إن ذلك بسبب أنه يأخذ السرطان المصاب ليأكله، واصلت حديثي مع أم «م» وأنا أنظر إلى سرطان النهر وهو يختبئ تدريجيا خلف ظلال نبات قصب الدريرة، ولكن في غفلة من الزمن فقدنا نحن الاثنان اهتمامنا بالحديث. «على الأرجح لن يعود الجميع إلا في المساء.»
قلت ذلك ونهضت واقفا، وفي نفس الوقت شعرت أن وجه أم «م» به تعبيرات محددة، كانت تعبيرات تلمع بها قليل من الدهشة ومعها أيضا كراهية غريزية، ولكن أجابت تلك السيدة على الفور في هدوء: «أجل لقد قالت «م» شيئا مثل هذا.»
Unknown page