Mukhtarat Qisasiyya Li Ryunosuke Akutagawa
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
Genres
رفع «أ» عينيه من خلف كتفه ونظر إلينا وتحدث إلى زوجتي تقريبا: «لا أفعل شيئا، لقد أشعلت نارا فقط، فهكذا يمكن رؤية العديد من الأشياء، أليس كذلك؟»
مفهوم، لقد سبب عود واحد من الثقاب، إنارة العديد من القواقع والطحالب والأعشاب البحرية المنتشرة داخل البحر، وبعد أن انطفأ ذلك العود، حك «أ» عود ثقاب جديدا، وأخذ يسير على الشاطئ ببطء. «ما هذا! أمر يبعث على الاستياء، لقد ظننت أنها قدم غريق!»
كانت فردة حذاء سابحة نصفها مدفون في الرمال، وكذلك في منتصف الأعشاب البحرية ثمة قطعة إسفنج عملاقة، ولكن عندما انطفأت تلك النار أيضا أصبح المكان أكثر ظلاما عن ذي قبل. «أي إنه ما من غنيمة مثل غنيمة النهار، أليس كذلك؟» «غنيمة؟ آه، هل تقصد تلك اللوحة؟ إن مثل العثور على تلك اللوحة أمر نادر.»
قررنا العودة إلى الشاطئ الرملي الواسع تاركين خلفنا أصوات الأمواج التي لا تنقطع، وغير الرمال اشتبكت بأقدامنا طحالب بحرية أحيانا. «في هذا المكان ثمة أشياء متنوعة، أليس كذلك؟» «هل أشعل عود ثقاب مرة أخرى؟» «لا داعي ... أسمعت؟ إنه صوت جرس.»
أصيخت أذني؛ لأنني ظننت أن ذلك أحد الأوهام التي زادت عندي مؤخرا، ولكن لم يكن ثمة شك أن جرسا يدق في مكان قريب، عندما كنت على وشك أن أسأل «أ» مرة ثانية هل يسمع الجرس، وعندها تحدثت إلي زوجتي التي كانت خلفنا بخطوتين أو ثلاث بصوت ضاحك، قائلة: «إنه جرس قبقابي الذي يدق، أليس كذلك؟ ...»
ولكن حتى بدون النظر للخلف كانت زوجتي بلا شك تنتعل خفا من القش وليس قبقابا. «إنني الليلة أصبحت طفلة صغيرة وأسير وأنا أنتعل قبقابا». «إنه يدق داخل أكمام السيدة زوجتك ، آه إنه دمية ياسوشي، الدمية الملصق بها جرس من السلولويد.»
قال «أ» ذلك ثم ضحك، وأثناء ذلك لحقت بنا زوجتي وسرنا نحن الثلاثة في صف واحد، وكان مزاح زوجتي فرصة لنعود نحن الثلاثة للتحدث معا مرة أخرى في مرح وحيوية أكثر مما قبل.
تحدثت إلى «أ» عن الحلم الذي رأيته ليلة أمس، لقد حلمت أنني أتحدث مع سائق سيارة نقل أمام أحد البيوت ذات الطراز الغربي، وعلى ما أتذكر أنني كنت داخل ذلك الحلم أظن أنني سبق لي أن قابلت هذا السائق من قبل، ولكنني حتى بعد أن استيقظت من النوم لم أعرف أين قابلته. «وعندما تذكرت ذلك فجأة، كان ذلك صحافية جاءت منذ ثلاثة أو أربعة أعوام لعمل لقاء صحفي معي لمرة واحدة فقط.» «كانت إذن سائقة نقل سيدة؟» «كلا، بالتأكيد كان رجلا، الوجه فقط كان وجه تلك الصحافية، إن الوجه الذي نراه مرة واحدة فقط يظل في مكان ما من الذاكرة على الدوام.» «حقا إنه كذلك، وخاصة الشخص صاحب الوجه المميز الذي يترك انطباعا قويا ...» «ولكنني لم أكن أحمل أي اهتمام بوجه تلك المرأة مطلقا، وعلى العكس من ذلك جعلني أشعر باستياء؛ لأنني أحسست أنه ثمة العديد من الأمور خارج نطاق الوعي إلى حد ما ...» «بمعنى أنه عندما تشعل عود ثقاب وتنظر يبدو لك العديد من الأشياء، أليس كذلك؟»
وأنا أقول ذلك اكتشفت بالصدفة أن وجوهنا فقط هي المرئية بوضوح، مع عدم اختلاف الوضع عما كان عليه من قبل، وأن إضاءة النجوم لا يمكن رؤيتها. أمسيت مكتئبا ثانية لسبب ما ونظرت عاليا تجاه السماء عدة مرات، ويبدو أن زوجتي لاحظت ذلك وقبل أن أنطق بشيء ردت هي علي بالسؤال: «إن ذلك بسبب الرمال، أليس كذلك؟»
ضمت زوجتي كمي ثوبها ثم نظرت للخلف تجاه شاطئ الرمال الرحب. «بلى، يبدو كذلك.» «إن الرمال على الأغلب مشاكسة؛ لأنها هي أيضا التي تصنع السراب ... ألم تري السراب يا سيدتي بعد؟» «بلى، لقد رأيته مرة واحدة فقط مؤخرا ... ولكنني رأيت فقط شيئا أزرق اللون ...» «أجل، إنه ذلك فقط يا سيدتي، هذا فقط ما رأيناه نحن أيضا اليوم.»
Unknown page