Mukhtarat Qisasiyya Li Ryunosuke Akutagawa
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
Genres
هز غنكاكو يده اليمنى النحيلة وهو يضحك. «لقد هاجمتني نوبة ضحك هكذا بلا سبب، هذه المرة أرجو منك أن تجعليني على جنبي.»
بعد مرور ساعة فقط كان غارقا في النوم، كانت أحلامه في تلك الليلة مرعبة، كان يقف في مكان أشجار كثيفة، يتلصص على ما يبدو أنها غرفة معيشة عبر فتحة في نافذة علوية، وكان في الغرفة طفل عار تماما، ينام ووجهه في اتجاهه، كان طفلا ومع ذلك يمتلئ جسمه بتجاعيد وكأنه عجوز. حاول أن يتحدث إليه، ولكنه استيقظ من نومه وهو غارق في عرقه.
لا أحد في «الغرفة المنفصلة»، ليس هذا فقط بل كان الوقت ما زال ليلا، ما زال؟! ولكن نظر غنكاكو إلى ساعة المكتب، فعرف أنه وقت الظهر تقريبا، انشرح قلبه للحظة بسبب اطمئنانه، ولكنه عاد لكآبته المعتادة سريعا، بدأ يحصي أنفاسه هو شخصيا وهو نائم على ظهره، كانت مشاعره تستحثه بالقول: «يجب التنفيذ الآن» وجذب الفوندوشي خفية، ولفه حول عنقه، ثم جذب الطرفين بيديه بقوة.
في تلك اللحظة كان من جاء هو تاكيو الذي تضخم جسمه بسبب ملابسه الثقيلة. «أوه، جدي يشنق نفسه!»
هكذا صرخ تاكيو وجرى مسرعا إلى غرفة المعيشة.
6
مر أسبوع فقط، ثم لفظ غنكاكو أنفاسه الأخيرة بسبب مرض السل محاطا بأفراد أسرته، كانت جنازته عظيمة (!). (ولكن لم تستطع أوتوري القعيدة حضور تلك الجنازة)، أبلغ الحاضرون لبيت غنكاكو كلمات العزاء إلى جوكيتشي وزوجته، ثم أحرقوا البخور أمام جثمانه المسجى في تابوت مغطى بحرير أبيض لامع، ولكن بعد خروجهم من باب البيت نسي أغلبهم أمره تماما، ولكن من المؤكد أن أصدقاءه القدامى كانوا استثناء من ذلك. «لا شك أن ذلك العجوز قد عاش حياة مريحة، فلقد امتلك محظية شابة، وكان لديه مدخرات لا بأس بها.»
كان الجميع يتحدثون فيما بينهم بمثل هذا القول.
وضع التابوت الذي يحمل جثمانه فوق عربة جنائز مخصوصة يجرها أحصنة إلى محرقة الجثث وسط المدينة في آخر أشهر العام حيث لا تسقط أشعة الشمس عليها. وفي عربة الأحصنة البالية التالية ركب جوكيتشي وابن عم له، كان ابن عمه ذلك طالبا جامعيا، يقرأ في كتاب وهو يحترس من اهتزازات عربة الأحصنة دون أن يتحدث معه تقريبا، كان كتاب «المذكرات» لفلهلم ليبكنخت، ولكن كان جوكيتشي إن لم يكن في غفوة نعاس بسبب إرهاقه من إجراءات العزاء والجنازة، كان يتأمل المدينة التي نشأت جديدا من نافذة العربة وهو يحدث نفسه بلا مبالاة قائلا: «لقد تغيرت هذه المنطقة تماما.»
وصلت عربة الأحصنة ذات العجلتين إلى محرقة الجثث أخيرا بعد سيرها في طريق الثلج الذائب، ولكن مع أنه كان قد اتصل هاتفيا مسبقا ورتب الأمر مع المحرقة، إلا أن أفران الدرجة الأولى كانت ممتلئة كلها، ولم يتبق إلا أفران الدرجة الثانية، ولم تكن العائلة تمانع في استخدام أي نوع، ولكن جوكيتشي كان مهتما بمشاعر زوجته أوسوزو أكثر من اهتمامه بصهره الراحل، فاستمر يتفاوض بحماس مع الموظف المعني عبر النافذة التي على شكل نصف دائرة، وحاول أن يكذب عليه بالقول: «في الواقع لقد اكتشفنا فجأة أنه مريض في حالة متأخرة، فعلى الأقل نريد أن يحرق في فرن من الدرجة الأولى.»
Unknown page