Muhawarat Alfred North Whitehead

Mahmud Mahmud d. 1450 AH
90

Muhawarat Alfred North Whitehead

محاورات ألفرد نورث هوايتهد

Genres

قال: «أفكر أيضا في إخراج كتاب عن ذكرياتي.»

وتباحثنا في حجم الكتاب، وإنه من الحكمة أن نراقب الناشرين فيما يختارون من رسوم للغلاف، بالنظر إلى ما مر بنا من تجارب أليمة.

وقالت مسز هوايتهد: «لشد ما كان ذهولي حينما وقعت عيني على الغلاف الذي اختاره مكملان لكتابه «مغامرات الأفكار».» - «كيف كان شكله؟» - «رسم للقمر والنجوم وأشعة ضوئية.» - «وماذا كانت الفكرة من وراء ذلك؟» - «مغامرات، فيما أعتقد، وفضاء كوني.»

قلت: «إنهم بذلك يهبطون بهوايتهد إلى مستوى موسيقى الجاز! هل تظنين أن مصمم الغلاف قد قرأ الكتاب؟»

قالت: «ربما لم يزد على سماعه بالعنوان.»

ولما أشرف المساء على نهايته عاد إلى أثر الإنجيل، وإلى مفسريه فقال:

إلهام؛ أشعياء، وعاموس، ويسوع. وأما الآخر فعنيف منتقم، مخادع، تنعدم فيه روح الفكاهة. وهي صفات الحاكم الشرقي المستبد بعينها. والتياران عند بولس، ولكن التيار الثاني أغلب. إن الساميين أجلاف، وكثيرا ما شككت في تسرب الدم الهليني في الجليليين مما يفسر ما اتصف به يسوع والفلاحون من رأفة؛ لأنك لو تابعت تفسير الأناجيل في قرونها الأربعة أو الخمسة الأولى، وجدت أن المفكرين المسيحيين على الشواطئ الأفريقية للبحر المتوسط وفي إسبانيا - الذين كانوا تحت التأثير السامي إلى حد كبير - كانوا غلاظا أجلافا، في حين أن المفسرين الإيطاليين والغاليين - من أمثال جريجوري الأعظم ومارتن التوري - كانوا متسامحين إلى درجة كبرى. ولما أثير موضوع اضطهاد أتباع مذاهبهم لأول مرة، رأى هؤلاء الناس - وعبروا عن رأيهم - أن الاضطهاد أشد ضررا من الزندقة. إن هذين التيارين في العبرية يتمثلان في الجشع في الكسب المادي، وفي رقة الروح. وإنك لتلمس أحيانا عند عظماء اليهود هذين التيارين في طبيعة واحدة. إن مفسري المسيحية هم سبب نكبتها.»

المحاورة الثامنة عشرة

22 من أبريل 1940م

دعاني هوايتهد إلى حفل العشاء الذي يقيمه بانتظام كل يوم من أيام الإثنين الزملاء الحديثون في إليوت هاوس، وفي طريقنا إلى هناك بسيارة الأجرة من فندق أمباسادور ، سألته: هل قرأ ما رواه البحار البريطاني عن المدمرة التي غرقت في نارفك؟

Unknown page