[رسالة منسوبة إلى هرمس الحكيم فى معاتبة النفس، وزجرها عن الأمور السفلية، وحضها على طلب ما يلائمها ويشاكلها من الأمور العلوية، وقصوها عما يؤذيها ويوبقها، وحثها على ما فيه استقامتها وصلاحها. وأوضح الدلائل والبراهين على ما شرحه من ذلك. ولم يقتصر على سبر المعنى، بل أغرق فى كشفه لكل أحد بغير قصد تفسير ولا تنميق لفظ، بل بما يقوم فى العقول والأفكار، ويقبله كل ذى لب صحيح. إذ كان ذلك مما يردع عن الانحطاط فى شغب هذه الدنيا الفانية، والتمسك بحبال غرتها، ويرشد إلى أعمال الخير ويحض على الإكثار منه وما يقرب من خالقها ويزلف لديه ويسكن نعيمه الذى لا زوال له ولا انقضاء لمدته.
نفع الله به قارئه، وألهمه طاعته، ووفقه لمرضاته، بمنه وخفى لطفه. والشكر لله كثيرا مستمرا].
[chapter 1: 1] الفصل الأول
قال أفلاطون قدس الله روحه العزيز فى مخاطبته لنفسه:
Page 54