Misr Min Nasir Ila Harb Uktubir
مصر من ناصر إلى حرب
Genres
بالمناسبة، فالسفير الروسي لم يذهب للمطار، على عكس ما أكده هيكل.
ص161:
يطرح هيكل أيضا قصة إحلال أطقم الدفاع الجوي المصرية محل الأطقم السوفييتية على نحو يفتقر إلى الضمير، بدءا من استخدامه لهذا التأكيد المغلوط الذي روجه السادات، والذي يزعم فيه أن مرتبات العسكريين السوفييت الموجودين في مصر تدفع بالعملة الحرة. أما حضور الماريشال جريتشكو إلى مصر فلا علاقة له إطلاقا بقصة استبدال الأطقم السوفييتية.
في واقع الأمر، فقد أعلن الفريق صادق أولا، ثم تلاه السادات، أنهما يريدان تغيير نصف أطقم الدفاع الجوي السوفييتي (ثم عادا ليطلبا تغيير الثلث)، وإحلال أطقم مصرية بدلا منها من التي عادت لتوها من الاتحاد السوفييتي بعد أن أنهت تدريباتها. في الواقع لم تكن هناك حاجة لاستعجال هذا التغيير، فضلا عن أن المصريين كانوا سيتسلمون بالضرورة منصات دفاع جوي جديدة لم تكن هناك أطقم جاهزة للعمل عليها آنذاك. وكان قبول اقتراح المصريين يعني، ربما، حدوث تدهور حاد في وضع الدفاع الجوي للبلاد، يصبح الاتحاد السوفييتي مسئولا عنه بدرجة أو بأخرى، وقد تم لفت انتباه السادات إلى هذا الوضع.
لكن هذا الأمر كان له جانب سياسي أيضا ؛ فقد سارع السادات بإعلان استبعاد مجموعة كبيرة من العسكريين السوفييت عشية وصول الرئيس نيكسون إلى مصر لإجراء مباحثات كان من أهم ما تضمنته مناقشة الوضع في الشرق الأوسط. وقد اكتشف الجانب السوفييتي وعلى نحو صحيح مغزي تصرف السادات، واعتبره استعراضا أمام الأمريكيين لمشاعره غير الودية وكأنه يقدم بهذا عربونا لنيكسون.
وقد تم لفت انتباه السادات إلى ذلك إبان زيارته الأخيرة إلى موسكو في أبريل 1972م، وقد أعلن السادات آنذاك أنه سوف يتريث قليلا في سحب العسكريين السوفييت من مصر. ولم يحدث مطلقا أن أصر الجانب السوفييتي على بقاء الوحدات العسكرية السوفييتية في مصر.
ص162:
لم يكن هيكل يعلم شيئا عن قصة صفقة توريد الطائرات من طراز ميج-23. من الواضح أنه سمع من أحد ما حكايات ملفقة عن هذه الصفقة. شيء واحد يمكن أن نقوله في هذا السياق: إن مصر لم تدفع سنتا واحدا بالعملة الحرة ثمنا ولو لطائرة واحدة، قام الاتحاد السوفييتي بتوريدها لمصر. لقد تم توريد كل الطائرات بقرض ذي شروط تفضيلية ميسرة على أمد طويل وبنصف الثمن يدفع بالجنيه الحسابي السوفييتي المصري؛ أي في نهاية الأمر، مقابل بضائع مصرية. ونظرا لأن هذه القروض كانت طويلة الأجل إلى حد بعيد، فإنه يمكن القول إن المصريين لم يبدءوا حتى الآن في تسديد هذه القروض بشكل جاد مقابل تلك الصفقات، ومن ثم فإن هذه القروض لا تزال مسجلة كديون.
ص163:
أكذوبة أخرى يرويها هيكل، ومن جديد استنادا إلى حكاية نشرها السادات. لم تصدر أي بيانات أو مشروع إعلان باسم «اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي» (؟!).
Unknown page