Misr Min Nasir Ila Harb Uktubir
مصر من ناصر إلى حرب
Genres
فبراير 1975م، موسكو
مصر: زمن الفتنة
مذكرات سفير الاتحاد السوفييتي
في حياة الدول التي حصلت على استقلالها منذ زمن غير بعيد نسبيا، هناك فترات صعود وهبوط، حركة سريعة على الطريق إلى أهداف مرسومة، ثم توقف، أو حتى خروج عن الطريق المرسوم. وأحيانا، تتحرك الأحداث إلى الخلف بصورة مؤقتة. أمور كثيرة تتوقف على صلابة السياسة الداخلية للنظام، وعلى مدى تأثير القوى الخارجية المختلفة، وفي بعض الأحيان على رجال الدولة الذين يجدون أنفسهم تحت ضغط الظروف أو بنزوة التاريخ على رأس الدولة. هؤلاء يحصلون على حقوق كثيرة في التأثير في سياسة الدولة.
وبسبب ذلك كله يتغير أحيانا منهج السياسة الخارجية تجاه الدول الأخرى.
وبالنسبة لعلاقتنا بمصر، الدولة الأكبر في الشرق العربي، كانت هناك فترات توقفت فيها هذه العلاقة على التغيرات الداخلية في مصر ذاتها.
لقد تسنى لكاتب هذه المذكرات أن يشتغل بقضايا العلاقات مع مصر منذ عام 1967م،
1
منها أربع سنوات تقريبا (1970-1974م) عمل فيها سفيرا لدى هذه الدولة، ثم رئيسا مشاركا في اتفاقية جينيف للسلام في الشرق الأوسط. أما الانطباعات التي تركتها لدي هذه الأحداث فهي كثيرة. كان من الواضح تماما، وبشكل خاص، الدور الذي لا تحسد عليه، الذي قامت به السياسة الأمريكية، باستغلالها للوضع الداخلي لمصر بعد وفاة ناصر لتتغلغل في الشرق الأوسط، وفي مصر بالدرجة الأولى. لقد كشف سلوك السياسيين الأمريكيين في تلك الفترة الأساليب الوقحة التي استخدموها، وبأي قدر من السهولة تخلوا عن التزاماتهم وعن الاتفاقات التي وقعوها. لقد قدم أنور السادات، الذي أصبح رئيسا لمصر بعد الوفاة المفاجئة لجمال عبد الناصر، المساعدة الأكبر للأمريكيين في سياستهم في الشرق الأوسط.
لقد أصبح الشرق الأوسط، كما كان سابقا، واحدا من أكثر «النقاط الساخنة» على كوكبنا، وأصبحت أهم المهام السياسية على الساحة الدولية هي تسوية النزاع في الشرق الأوسط، و«تفكيك التكتلات»، إذا جاز القول، بالطرق السياسية السلمية وضمان حياة سلمية لكل سكان المنطقة.
Unknown page