Mawsuca Quraniyya

Dar Taqrib d. 1450 AH
226

Mawsuca Quraniyya

Genres

ألا ترى أن قوله تعالى ( كاملة ) إنما هي «وافية».

وقد ذكروا أنه في حرف ابن مسعود (1) «تسع وتسعون نعجة أنثى» (2) وذلك أن الكلام يؤكد بما يستغنى به عنه ، كما قال تعالى ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون ) [الحجر : 30 وص : 73]. وقد يستغنى بأحدهما ، ولكن تكرير الكلام ، كأنه أوجب. ألا ترى أنك تقول : «رأيت أخويك كليهما» ولو قلت : «رأيت أخويك» ، استغنيت فتجيء ب «كليهما» توكيدا. وقال بعضهم في قول ابن مسعود «أنثى» ، إنه إنما أراد «مؤنثة» ، يصفها بذلك ، لأن ذلك قد يستحب من النساء.

وقال تعالى ( ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام ) [الآية 196] ، وإذا وقفت قلت : «حاضري» لأن الياء إنما ذهبت في الوصل لسكون اللام من «المسجد» ، وكذلك ( غير محلي الصيد ) [المائدة : 1] وقوله تعالى ( عم يتساءلون ) (1) [النبأ] و ( فيم أنت من ذكراها ) (43) [النازعات] وأشباه هذا مما ليس هو حرف إعراب . وحرف الإعراب الذي يقع عليه الرفع والنصب والجر ، ونحو «هو» و «هي» ، فإذا وقفت عليه ، فأنت فيه بالخيار ، إن شئت ألحقت الهاء ، وإن شئت لم تلحق. وقد قالت العرب في نون الجميع ونون الاثنين في الوقف بالهاء فقالوا : «هما رجلانه» و «مسلمونه» و «قد قمته» إذا أرادوا : قد قمت» (3) وكذلك ما لم يكن حرف إعراب ، إلا أن بعضه أحسن من بعض ، وهو في المفتوح أكثر. فأما «مررت بأحمر» و «يعمر» فلا يكون الوقف في هذا بالهاء ، لأن هذا قد ينصرف عن هذا الوجه. وكذلك ما لم يكن حرف

Page 238