Mawsuca Quraniyya

Dar Taqrib d. 1450 AH
225

Mawsuca Quraniyya

Genres

مني ظلما تعاطيته منك» ؛ والثاني ليس بظالم. قال عمرو بن شأس (1) [من الطويل وهو الشاهد السادس والثلاثون بعد المائة] :

جزينا ذوي العدوان بالأمس مثله

قصاصا سواء حذوك النعل بالنعل

وأما قوله تعالى ( فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم ) (192) فيريد : إن الله لهم.

وكذلك قوله تعالى : ( فلا عدوان إلا على الظالمين ) (193) لأنه قال ( فإن انتهوا ) وهو قد علم أنهم لا ينتهون إلا بعضهم ، فكأنه قال : «إن انتهى بعضهم فلا عدوان إلا على الظالمين منهم» فأضمر ، كما في ( فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر ) [الآية 196] أي : فعليه ما استيسر (2) كما تقول «زيدا أكرمت» وأنت تريد «أكرمته» وكما تقول «إلى من تقصد أقصد» تريد إليه.

وأما قوله تعالى ( فإن أحصرتم ) [الآية 196] فإنك تقول : «أحصرني مرضي» (3) أي : جعلني أحصر نفسي.

وتقول : «حصرت الرجل» أي : حبسته ، فهو «محصور» (4). وزعم يونس (5) عن أبي عمرو (6) أنه يقول : «حصرته إذا منعته عن كل وجه» وإذا منعته من التقدم خاصة فقد «أحصرته» ، ويقول بعض العرب في المرض وما أشبهه من الإعياء والكلال : «أحصرته».

وقال تعالى ( ففدية من صيام ) [الآية 196] أي : فعليه فدية.

وقال تعالى ( فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ) [الآية 196] فإنما قال ( عشرة كاملة ) وقد ذكر سبعة وثلاثة ، ليخبر أنها مجزية ، وليس ليخبر عن عدتها ،

Page 237