Mawsuca Quraniyya

Dar Taqrib d. 1450 AH
221

Mawsuca Quraniyya

Genres

والصابرين ) [الآية 177] ، ف ( والموفون ) رفع على «لكن الموفين» يريد «بر الموفين» ، فلما لم يذكر «البر» ، أقام السياق ( والموفون ) مقام البر ، كما في ( وسئل القرية ) [يوسف : 82] بنصبها على ( وسئل ) والمراد «أهل القرية» ، ثم نصب ( الصابرين ) على فعل مضمر كما ( لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون ) [النساء : 162] ثم ورد ( والمقيمين الصلاة ) بالنصب على فعل مضمر ، ثم ( والمؤتون الزكاة )، بالرفع على الابتداء ، أو بعطفه على «الراسخين». قال الشاعر (1) [من الكامل وهو الشاهد السابع والستون بعد المائة] :

لا يبعدن قومي الذين هم

سم العداة وآفة الجزر

ومنهم من يقول «النازلون» و «الطيبين» (2). ومنهم من يرفعهما جميعا (3)، وينصبهما جميعا (4)، كما فسرت لك. ويكون ( الصابرين ) معطوفا على ( ذوي القربى ) [الآية 177] أي «وآتى الصابرين».

وأما «البأساء» و «الضراء» في قوله تعالى : ( في البأساء والضراء ) [الآية 177] فبناهما على «فعلاء» التي لها «أفعل» لأنهما اسمان ؛ كما قد جاء «أفعل» في الأسماء ليس معه فعلاء» نحو «أحمد» (5). وقد قالوا «أفعل» في الصفة ولم يجيء له «فعلاء» ، قالوا : «أنت من ذاك أوجل» و «أوجر» ولم يقولوا : «وجلاء» ولا «وجراء» وهما من الخوف. ومنه «رجل أوجل» و «أوجر».

وقال تعالى ( فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ) [الآية 187] أي : «فعليه

Page 233