Masrahiyyat Yuribidiz

Mahmud Mahmud d. 1450 AH
114

Masrahiyyat Yuribidiz

مسرحيات يوربديز

Genres

لقد كنت أمقت أشد المقت هذا التعس الذي عانى هذا العناء. وإن كلماتك لتثلج صدري، ولكني الآن أقدر الآلهة قدرها، وأقدره لأن كان ولدي. ومن ثم فإن هذه البلايا لا تبعث في سرورا ولا حزنا.

الرسول :

إنا لا نحب أن نؤذيك، فخبرنا إلى أين نحمل هذا الشاب الشقي وأي واجب نؤدي له، وكم أحب أن تكون على ابنك عطوفا وهو يكابد هذه الآلام.

ثيسيوز :

ائتوني به، فإني أريد أن أراه. والآن بعدما أنكر اعتداءه الدنيء على فراشي فسوف أثبت عليه بالبرهان تهمة الاعتداء الدنيء، بعدما اقتنعت بهذا الانتقام من الآلهة.

الجوقة :

عليك يا فينس أن تكبحي جماح النفس العنيدة الأبية. وإن الآلهة والناس ليعترفون بسلطانك. وابنك يحلق فوق الأرض وفوق البحر الصاخب وهو يعرض ريشه ذا الألوان في زهو وخيلاء، ويطير بخفة ويرفرف بأجنحته الخفيفة مداعبا. وحيثما سار «إله الشهوة» المتألق نشر سلطانه الظافر. نشره فوق الجبل الوعر حتى يعترف الوحش بقوة الحب. ونشر سلطانه على كل من يرتاد الأدغال، أو يثب في الماء. كل من أشرقت عليه أشعة الشمس اللامعة، وكل امرئ يحس بنفوذك يا فينس، فأنت إلهة مهابة، والكل يؤدي واجب الطاعة لسلطانك.

ديانا وثيسيوز والجوقة

ديانا :

يا ابن إيجيوز النبيل، إني آمرك أن تصغى لي ابنة لآتونا العذراء، ديانا، تتحدث إليك. ثيسيوز، أيها الشقي، لماذا تبتهج لهذه الحوادث؟ إنك لم تكن عادلا حينما قتلت ولدك، إنما خدعك نفاق زوجتك. التهمة غامضة، ولكن خسارتك الفادحة واضحة. إن الخزي يبعث في نفسك الضيق، فهل تخفي وجهك في أعماق الظلام السفلي، أم هل تتخذ لنفسك جناحين وتركب متن الهواء فرارا من هذا الدمار المشئوم؟ إنك لا تستطيع بعد اليوم أن تتبادل الحديث مع الرجال الطيبين. استمع إلي يا ثيسيوز أقص عليك من أي لون نوائبك. إن كلماتي لن تجديك نفعا، ولكنها سوف تبعث في نفسك الأحزان. إنما أتيت كي أخبرك أن ولدك قلبه طاهر، وأنه هلك لإحساسه بالكرامة، وأن زوجك قد ثارت نفسها إلى حد الجنون، وإن يكن في قلبها شيء من كرم الطباع. أشعلت قلبها فينس، وهي أبغض الآلهة عندي وعند المتواضعين الطاهرين، فأحبت ولدك. وحاولت أن تتغلب على حبها بالعقل، ولما فشا سرها على رغم منها اختارت أن تموت؛ وذلك لأن مربيتها الماكرة فضحت عاطفتها لابنك الشاب بعدما قيدته بقسم. ولكنه ثبت على الفضيلة فلم يعرها أذنا مصغية، وقد أساءت إليه كثيرا، ولكنه لم يحنث في يمينه احتراما للآلهة. وخشيت أن يفتضح عارها، ولكي تستره كتبت هذه الرسالة الزائفة التي ظفرت منك بالتصديق السريع. وبهذه الحيلة المزيفة قضت على ولدك.

Unknown page