قلت: «ليست بعيدة جدا ... ثلاثين ميلا، تقريبا.»
قالت سينثيا، بنبرة من يتلو تعويذة: «في مايلز سيتي ... يوجد مسبح أزرق جميل للأطفال، ومتنزه ذو أشجار رائعة.»
قال أندرو لي: «ربما تكون توقعاتك مبالغا فيها.» •••
لكن كان هناك مسبح. كان يوجد متنزه، أيضا، على الرغم من أنه لم يكن واحة كما تصورته سينثيا في خيالها. أشجار مروج ذات أوراق نحيفة - أشجار زيزفون وحور - حشائش بالية، وسياج سلكي عال حول المسبح. داخل السياج، جدار، لم يكتمل بناؤه بعد، من الكتل الأسمنتية. لم يكن ثمة صيحات أو صوت رش مياه؛ فعند المدخل رأيت لافتة تقول إن المسبح مغلق يوميا من وقت الظهيرة حتى الساعة الثانية عصرا . كانت الساعة آنذاك الثانية عشرة وخمسا وعشرين دقيقة.
على الرغم من ذلك ناديت قائلة: «هل أحد هنا؟» كنت أظن أنه لا بد أن يوجد أحد؛ نظرا لوجود شاحنة صغيرة منتظرة قرب المدخل. على جانب الشاحنة كتبت هذه الكلمات: «لدينا من المهارة ما يمكننا من القيام بكافة أعمال السباكة. (لدينا أيضا جهاز روتو-رووتر.)»
خرجت فتاة ترتدي قميص عاملة إنقاذ أحمر اللون فوق ثوب استحمامها. «آسفة، المكان مغلق.»
قلت: «مررنا بالمكان فقط في أثناء سفرنا.» «نغلق كل يوم من الثانية عشرة إلى الثانية. هذا مكتوب على اللافتة.» كانت تأكل شطيرة.
قلت: «رأيت اللافتة ... لكن هذ المسبح هو أول مياه نراها منذ وقت طويل للغاية، ويشعر الأطفال بالحرارة الشديدة، وكنت أتساءل إذا كانوا يستطيعون العوم قليلا ثم الخروج من المياه، لمدة خمس دقائق فقط. وسنراقبهم.»
ظهر صبي خلفها. كان يرتدي بنطال جينز وتي-شيرت عليه كلمات «روتو-رووتر».
كنت سأقول إننا كنا نقود السيارة من كولومبيا البريطانية إلى أونتاريو، لكنني تذكرت أن أسماء الأماكن الكندية عادة لا تكون ذات معنى على الإطلاق بالنسبة للأمريكيين. قلت: «نمر عبر الطريق فقط ... ليس لدينا وقت حتى يفتح المسبح. كنا فقط نأمل أن تبرد أجسام الأطفال قليلا.»
Unknown page