يعرف ديفيد ما يفعله. يعتقد أن هذا هو الجانب المثير في الأمر، وقد قال ذلك. يعرف أن دينا ليست حقيقة على هذا القدر من الشراسة، أو النهم، أو الفشل، مثلما يتظاهر أنها كذلك، أو مثلما تتظاهر هي في بعض الأحيان. في غضون عشرة أعوام، لن تتحطم جراء حياتها الطائشة، لن تصير عاهرة ساحرة. ستصير امرأة يحيط بها أطفالها في المغسلة التي تعمل بالعملة. لا تنطبق كلمة «مومس» اللذيذة، القديمة في استخدامها، التي يستخدمها في وصفها، عليها؛ حقيقة، لا علاقة لها بها مثلما لا علاقة لكلمة «هيبية» بكاثرين، شخص لا يحتمل التفكير فيه الآن. يعرف إن عاجلا أم آجلا، إذا كشفت دينا عن قناعها، مثلما فعلت كاثرين، أن عليه أن يمضي في حياته. عليه أن يفعل ذلك على أي حال، يمضي في حياته.
يعرف كل هذا ويراقب نفسه، ولا تؤتي هذه المعرفة والمراقبة أي أثر على الإطلاق على معدته المضطربة، وغدد عرقه المنهمكة، وآماله المحمومة. «سيدي؟ هل تريدني أن استمر في المحاولة؟» •••
يطلق على نزل المسنين الذي زاروه، في وقت سابق من اليوم، نزل بلسان جلعاد. سمي النزل بهذا الاسم على غرار اسم أشجار بلسان جلعاد، وهي أحد أنواع أشجار الحور، التي تنمو بكثرة قرب البحيرة. النزل عبارة عن قصر حجري ضخم شيد من قبل ثري كان يعيش في القرن التاسع عشر، وصار الآن منظره مشوها بسبب الممرات المنحدرة وسلالم الطوارئ.
نادى أشخاص على ستيلا، وكانوا مقعدين على كراسي متحركة في مرج الفناء الأمامي. حيتهم بأسمائهم، وذهبت لتسلم على بعضهم وتلقي لهم بالقبلات. تتحرك هنا وهناك مثل طائر طنان بدين.
كانت تغني عندما انضمت إلى ديفيد مرة أخرى:
أنا شعاع شمسك الصغير، قصير وعريض،
أملني، وصبني!
تقول في نفس متقطع: «لا، إنه براد الشاي. لا أعتقد أنك ستشهد تغيرا كبيرا في والدي. فيما عدا أن العمى صار كليا الآن.»
قادته عبر الممرات المطلية باللون الأخضر، ذات الأسقف المنخفضة الاصطناعية (لتقليص نفقات التدفئة)، والصور التقليدية، وروائح المطهرات وغيرها. في الخارج وحيدا في إحدى الشرفات الخلفية، جلس أبوها ملفوفا في أغطية، مربوطا في كرسيه المتحرك حتى لا يسقط.
قال أبوها: «ديفيد؟»
Unknown page