تقول كاثرين في عناد: «أنا متعبة.» «أعلم ذلك. لكن يجدر بك ألا تخلدي إلى النوم الآن. تماسكي، وسأجلب لك بعض القهوة لتنعشك.»
تتناول ستيلا منشفة من الدرج، تنقعها في مياه باردة، ثم تضعها على وجه كاثرين.
تقول ستيلا: «ما رأيك؟ ... أمسكي بها، وسأعد لك بعض القهوة. لن أدعك تنامين هنا لن يتوقف ديفيد عن الحديث في سخافة عن الأمر. سيقول إن السبب في ذلك يعود إلى العسل المخمر الذي أعددته أو إلى طعامي أو صحبتي، أو أي شيء آخر. تماسكي يا كاثرين.» •••
يبدأ ديفيد، في كابينة الهاتف، في مهاتفة دينا. ثم يتذكر أن المكالمة لمكان بعيد. عليه أن يطلب عاملة الهاتف. يطلب عاملة الهاتف، يسألها عن تكلفة المكالمة، يفرغ ما في جيبه من العملات المعدنية. ينتقي دولارا وخمسة وثلاثين سنتا من فئة ربع دولار وعشرة سنتات، يرصها فوق الرف. يبدأ في مهاتفة دينا مرة أخرى. أصابعه مرتعشة، راحتا يده متعرقتان. تنتشر في رجليه ومعدته وصدره حركات اضطراب متزايدة. تضطرب أحشاؤه عند سماع أول رنة للهاتف، في شقة دينا الضيقة. هذا جنون. يبدأ في وضع أرباع الدولارات في ماكينة الهاتف.
تقول عاملة الهاتف: «سأقول لك متى تضع العملات ... سيدي؟ سأخبرك متى تضع العملات.» تصلصل أرباع الدولارات في طريقها للنزول إلى مكان استعادة المبلغ المتبقي، ويستطيع ديفيد إخراجها بصعوبة بيده. يرن جرس الهاتف مجددا، الموجود على تسريحة منزل دينا، وسط كومة مستحضرات المكياج، والكولونات، والعقود والسلاسل، والأقراط الطويلة المريشة، وفلتر سجائر سخيف، ومجموعة من الألعاب الصغيرة. يستطيع أن يراها، الضفدعة الخضراء، البطة الصفراء، الدبة البنية، جميعها في حجم واحد. الضفادع والدببة متساوية. توجد أيضا بعض الوحوش الفضائية، مصنوعة وفق شخصيات في أحد الأفلام. عند تشغيلها، ستتمايل هذه الألعاب وتصلصل على الأرضية أو على المنضدة، مصدرة شررا من فمها. تحب أن تقيم سباقات، أو تضع لعبتين في مسار اصطدام. ثم تطلق صرخة حادة، بل تصرخ في إثارة، أثناء تحرك الألعاب بطريقة غير متوقعة. «لا يبدو أن ثمة أحدا يجيب يا سيدي.» «دع الهاتف يرن بضع مرات أخرى.»
يقع حمام دينا عبر الردهة. تشاركها إياه فتاة أخرى. إذا كانت في الحمام، حتى ولو في حوض الاستحمام، فكم تستغرق من الوقت حتى تقرر ما إذا كانت ستجيب على الهاتف؟ يقرر أن يبدأ في عد عشر رنات أخرى، بدءا من الآن. «لا تزال لا توجد أي إجابة، سيدي.»
عشر أخرى. «سيدي، هل ترغب في أن تحاول مرة أخرى لاحقا؟»
يضع سماعة الهاتف، مفكرا في شيء. في الحال، في حماس بالغ، يطلب دليل الهاتف. «لأي مكان، سيدي؟» «تورونتو.» «تفضل، سيدي.»
يطلب رقم شخص يدعى مايكل ريد. لا، لا يعرف عنوان الشارع. لا يعرف إلا الاسم، اسم آخر رفيق لها، والذي ربما لم تقطع علاقتها به بعد. «لا يوجد أحد لدي اسمه مايكل ريد.» «حسنا. جربي ريدي، ر-ي-د-ي.»
يوجد بالفعل شخص يدعى إم ريدي، يقطن في طريق دافينبورت. لا يدعى مايكل لكن على الأقل الحرف الأول من اسمه إم تحققي من ذلك، إذن. هل يوجد أحد يدعى إم ريد؟ ريد؟ نعم. نعم ، يوجد إم ريد، يقطن في شارع سيمكو. وشخص آخر يدعى إم ريد يعيش في شارع هاربورد. لماذا لم تقل عاملة الهاتف ذلك من قبل؟
Unknown page