198

قال لورنس: «سبيتسبرجن ... أراضي خليج جيمس باي المنخفضة.»

قالت إيزابيل: «رحلة بحرية ... من ترومسو إلى آركانجل.» «ألا توجد هناك ثلوج كثيرة؟» «حسنا، رحلة بحرية على متن كاسحة ثلوج. الجو مظلم جدا؛ لأن تلك الرحلات تسير فقط في شهري ديسمبر ويناير.»

قالت دينيس: «ألن تظن جدتي أن ذلك كان مضحكا أيضا؟» تصورت جدتها تخرج من المنزل وتسير عبر الشرفة الخارجية لتقابلهم؛ تلك المرأة العجوز المنمشة، القوية، العريضة، ذات الشعر الأبيض المائل إلى الاصفرار، التي تفوح من ستراتها، وبلوزاتها، وتنوراتها القديمة رائحة المنزل، والتي كانت تحيتها ودودة في هدوء، وحائرة قليلا في آن واحد. هل تعجبت لأنهم وصلوا إلى هنا بسرعة جدا، أن الأطفال قد كبروا، أن لورنس صار فجأة صاخبا جدا، أن إيزابيل بدت شديدة النحافة والشباب؟ هل كانت تعرف كيف كانوا يتمازحون حولها في السيارة؟

قال لورنس في نبرة غير مشجعة: «ربما.»

قالت إيزابيل: «في تلك القصائد القديمة التي تقرؤها ... تعرفين تلك القصائد الأيسلندية القديمة، هناك تلك الدماء الرهيبة المراقة وتقطيع الناس إربا؛ النساء على وجه الخصوص، تشق إحداهن رقبة أطفالها وتخلط الدماء في نبيذ زوجها. قرأت ذلك. لكن صوفي مسالمة واشتراكية، أليس الأمر غريبا؟» •••

قادت إيزابيل سيارتها إلى أوبريفيل في الصباح للإتيان بكعكة عيد الميلاد. ذهبت دينيس معها لحمل الكعكة طوال الطريق إلى المنزل. كانت رحلة الطائرة قد جرى ترتيبها لخمسة أشخاص فيما بعد الظهيرة. لم يكن أحد يعرف هذا سوى إيزابيل، التي كانت قد ذهبت مع دينيس إلى المطار الأسبوع السابق. كانت هذه كلها فكرة دينيس. كانت قلقة الآن بشأن السحب.

قالت إيزابيل: «لا بأس من هذه السحب المتفرقة ... إنها هذه السحب البيضاء الكبيرة المتجمعة التي ربما تشير إلى وجود عاصفة.»

قالت دينيس: «السحب الركامية ... أعرف. هل تعتقدين أن أبي برج سرطان صرف؟ يحب البيت والطعام؟ يتعلق بالأشياء؟»

قالت إيزابيل: «أظن هذا.» «ماذا كنت تعتقدين عندما قابلته للمرة الأولى ؟ أعني، ماذا جذبك إليه؟ هل كنت تعرفين أن هذا هو الشخص الذي سينتهي بك المطاف لتتزوجيه؟ أعتقد أن الأمر برمته غريب جدا.»

كان لورنس وإيزابيل قد التقيا في كافيتريا الجامعة، حيث كانت إيزابيل تعمل صرافة. كانت طالبة في السنة الأولى، فتاة ذكية، فقيرة من الجانب الذي يقع المصنع فيه في البلدة، ترتدي سترة قرنفلية ضيقة كان لورنس يتذكرها دوما. (قالت إيزابيل: «متاجر وولوورث ... لم أكن أعرف أي متاجر أفضل منها. كنت أعتقد أن عضوات أندية الطالبات كانت عتيقات في طراز ملابسهن.»)

Unknown page