191

تنظر إلى جميع الأقداح المعلقة في مشاجبها. ذهبت هي وجانيت تتسوقان في أماكن كثيرة بحثا عنها. قدح باسم كل شخص: ماري، جوزفين، آرثر، كلفن، شيرلي، جورج، دورندا. ربما يعتقد المرء أن اسم دورندا هو أصعب الأسماء في العثور عليه، لكن في حقيقة الأمر، كان الاسم الأصعب على الإطلاق هو شيرلي. حتى الأشخاص الذين لا يستطيعون القراءة عرفوا كيف يتعرفون على أقداحهم، من خلال اللون والرسوم.

ذات يوم، ظهر قدحان، اشتراهما كلفن. كان أحدهما يحمل اسم ترودي، والآخر جانيت.

قالت جانيت: «لست سعيدة جدا لوجود قدح عليه اسمي ضمن صف الأقداح هذا ... لكنني لن أجرح شعوره مهما كان الأمر.» •••

من أجل شهر العسل، اصطحب دان ترودي إلى الجزيرة حيث البحيرة التي يطل عليها فندق أمه. كان الفندق مغلقا، لكن كانت أمه لا تزال تعيش هناك. كان والد دان ميتا، وكانت تعيش هناك وحدها. كانت تقود زورقا ذا محرك خارجي عبر البحيرة لشراء بقالتها. في بعض الأحيان كانت تخطئ، فتنادي ترودي باسم مارلين.

لم يكن الفندق فخما. كان عبارة عن صندوق خشبي أبيض على أرض خالية بالقرب من الشاطئ. كان ثمة صناديق صغيرة عبارة عن كبائن ملتصقة خلفه. أقام دان وترودي في واحدة من تلك الكبائن. كان ثمة موقد خشبي في كل كابينة. كان يشعل دان نارا ليلا للتخفيف من وطأة البرد. لكن الأغطية كانت رطبة وثقيلة عندما استيقظ هو وترودي في الصباح.

اصطاد دان بعض الأسماك وطهاها. تسلق هو وترودي الصخرة الكبيرة الموجودة خلف الكبائن وجمعا بعض حبات التوت الأزرق. سألها هل كانت تعرف كيف تصنع عجينة فطيرة، لكنها لم تكن تعرف. لذا، أوضح لها كيف تصنعها، فاردا العجينة باستخدام زجاجة ويسكي.

في الصباح كان هناك ضباب رقيق فوق البحيرة، مثلما يرى المرء في الأفلام أو في اللوحات.

في ظهيرة أحد الأيام، ظل دان بالخارج أكثر من المعتاد، يصطاد. انشغلت ترودي فترة في المطبخ، تزيل الغبار عن الأشياء، وتغسل بعض الدوارق. كان أقدم المطابخ وأكثرها ظلاما التي رأتها في حياتها، وكان ذا رفوف خشبية لحمل أطباق الغذاء حتى تجف. خرجت وتسلقت الصخرة وحدها ، ظانة أنها ستقتطف بعض حبات التوت الأزرق. لكن كان الظلام حالا بالفعل تحت الأشجار؛ جعلت الأشجار الدائمة الخضرة المكان تحت الأشجار مظلما، وكانت تخاف من ظهور حيوانات برية. جلست على الصخرة ناظرة إلى سطح الفندق، وأوراق الأشجار الميتة القديمة، وألواح السقف المتكسرة. سمعت صوت موسيقى تعزف على البيانو. نزلت عن الصخرة وتتبعت صوت الموسيقى إلى واجهة المبنى. سارت بطول الشرفة الخارجية الأمامية وتوقفت عند نافذة، ناظرة إلى الغرفة التي كانت تستخدم كقاعة انتظار؛ الغرفة ذات المدفأة الحجرية المسودة، المقاعد الجلدية الضخمة، السمكة المريعة المعلقة.

كانت أم دان موجودة هناك، تعزف على البيانو. كانت امرأة طويلة، عجوزا، مستقيمة الظهر، ذات شعر أسود مائل إلى الرمادي معقوص في عقدة صغيرة. كانت تجلس وتعزف على البيانو، دون إضاءة أي أنوار، في الغرفة شبه المظلمة، شبه الخالية من الأثاث.

كان دان قد قال لترودي إن أمه تنتمي إلى عائلة ثرية. كانت قد تلقت دروسا في عزف البيانو، ودروسا في الرقص؛ كانت قد طافت حول العالم عندما كانت فتاة صغيرة. كانت ثمة صورة لها تمتطي جملا. لكنها لم تكن تعزف مقطوعة موسيقية كلاسيكية، نوع الموسيقى التي يتوقع المرء أنها تعلمته. كانت تعزف مقطوعة «إنها الثالثة صباحا». عندما بلغت نهايتها، بدأت مرة أخرى. ربما كانت مقطوعة مفضلة لديها، مقطوعة كانت ترقص على وقع نغماتها في الأيام الخوالي. أو ربما أنها تكررها لأنها لم تكن راضية عن عزفها لها.

Unknown page