كنت أعرف أنني لست عقلانية في ذلك، لكن راودني شعور أنني كنت أفضل أن أرى المزرعة تعاني من إهمال واضح - كنت أفضل أن أراها تقع في أيدي مجرمين وأفاقين - بدلا من أن أرى قوس قزح مرسوما على المخزن، وبعض الأحرف التي كانت تبدو فرعونية مرسومة على جدار المنزل. بدا ذلك كنوع من السخرية. كنت حتى لا أحب رؤية أولئك الأشخاص عندما كانوا يأتون إلى البلدة؛ الرجال يعقصون شعورهم في صورة ذيل حصان، وتوجد فتحات في ملابسهم كنت أظنها مقطوعة عمدا، وكانت شعور النساء طويلة، ولم يكن يضعن مكياجا، وكانت ترتسم على ملامحهن تعبيرات وداعة، وترفع. ماذا تعرفون عن الحياة؟ هكذا كنت أرغب في سؤالهم. ما الذي يجعلكم تظنون أنكم تستطيعون المجيء إلى هنا والسخرية من أبي وأمي وحياتهما وفقرهما؟ لكنني عندما تذكرت قوس قزح وتلك الأحرف، كنت أعلم أنهم لم يكونوا يحاولون السخرية من حياة والدي أو تقليدها. كانوا قد استبدلوا بتلك الحياة حياتهم، لا يكادون يعرفون أنها كانت موجودة. كانوا قد وضعوا مكانها معتقداتهم وعاداتهم تلك، التي كنت آمل أن تخذلهم يوما ما.
حدث ذلك، نوعا ما. تفكك الكوميون. اختفت الماعز. انتقلت بعض النساء إلى البلدة، قصصن شعورهن، ووضعن مكياجا، وحصلن على وظائف كنادلات أو صرافات لإعاشة أطفالهن. عرض الرجل الذي من تورونتو المكان للبيع، وبعد عام تقريبا بيع بقيمة تزيد عشر مرات عما كان قد دفع فيه. اشتراه زوجان شابان من أوتاوا. دهنا الواجهة الخارجية بلون رمادي فاتح بزخارف محارية، ووضعا كوات في السقف وبابا أماميا جميلا على جانبيه مصابيح عربات عتيقة. في الداخل، أجريا تعديلات كثيرة حتى قيل لي إنني لن أستطيع أن أتعرف على المكان.
دخلت ذات مرة، قبل أن يحدث ذلك، خلال العام الذي كان المنزل خاليا فيه ومعروضا للبيع. كانت الشركة التي أعمل بها تدير عملية البيع، وكان لدي مفتاح، مع أن المنزل كان يعرضه وكيل عقاري آخر. دخلت في وقت ما بعد الظهيرة في يوم أحد. كان معي رجل، ليس عميلا بل صديق، بوب ماركس، الذي كنت أواعده كثيرا في ذلك الوقت.
قال بوب ماركس عندما أوقفت السيارة: «هذا هو مكان الهيبيز. مررت بهذا المكان من قبل.»
كان محاميا، كاثوليكيا، منفصلا عن زوجته. كان يعتقد أنه يريد أن يستقر ويفتح مكتب محاماة هنا في البلدة. لكن كان يوجد محام كاثوليكي بالفعل. وكان سير الأعمال بطيئا. كان بوب ماركس يصير ثملا تماما قبل العشاء، مرتين في الأسبوع.
قلت: «هو أكثر من ذلك؛ لقد ولدت هنا، ونشأت هنا.» سرنا عبر الأعشاب، وفتحت الباب.
قال إنه يظن، من خلال طريقة حديثي، أن المكان كان أبعد كثيرا. «بدت المسافة أبعد كثيرا آنذاك.»
كانت جميع الغرف خالية، وكانت الأرضيات منظفة جيدا. كانت الأجزاء الخشبية مطلية حديثا؛ وكنت مندهشة لعدم وجود أي بقع على الزجاج. ألواح زجاجية جديدة، وأخرى قديمة مموجة. كان ورق الحائط قد أزيل عن بعض الجدران وتم طلاؤها. طلي جدار في المطبخ بلون أزرق داكن، مرسوم عليه يمامة كبيرة. على أحد الجدران في الغرفة الأمامية، كانت توجد زهور عباد شمس ضخمة، وفراشة بالحجم نفسه.
أطلق بوب ماركس صافرة، وقال: «كان أحدهم فنانا.»
قلت: «ذلك إن كنت تطلق على هذا اسم فن.» ثم استدرت إلى المطبخ. كان الموقد الخشبي لا يزال هناك. قلت: «أحرقت أمي في إحدى المرات ثلاثة آلاف دولار. أحرقت ثلاثة آلاف دولار في ذلك الموقد.»
Unknown page