قالت بيرل: «هل تستطيعين حلبها أم يجب على أبيك أن يفعل ذلك؟ ... هل هذا أمر صعب؟»
حلبت بعض اللبن من درع البقرة. جاءت إحدى القطط وانتظرت. ضخخت سيلا رفيعا من اللبن في فمها. كنت والقطة نستعرض قدراتنا.
قالت بيرل: «ألا يؤلم ذلك؟ فكري لو أنك كنت مكانها.»
لم أفكر قط في أن يكون درع البقرة مناظرا لأي جزء من جسدي، وصدمت لعدم لياقة الإشارة إلى ذلك. في حقيقة الأمر، لم أستطع أن أمسك بدرع دافئ، وملئ بالبثور على هذا النحو من القوة والعفوية مرة أخرى. •••
كانت بيرل تنام في ثوب نوم من الرايون، مشمشي اللون ومطرز بزخارف بأربطة باللون البيج. كان لديها روب يتماشى مع هذا الثوب. كانت حريصة في الإشارة إلى اللون «البيج» مثلما كان السيد فلورنس حريصا في الإشارة إلى اللونين الأزرق الأرجواني والرمادي اللؤلئي.
استطعت خلع ملابسي وارتداء ثوب نومي دون أن يتعرى أي جزء من جسدي. مسألة مزعجة. لم أخلع سروالي الداخلي، وأملت أن تكون بيرل قد فعلت المثل. كانت فكرة مشاركتي الفراش مع شخص بالغ مسألة صعبة بالنسبة لي. لكني استطعت أن أرى محتويات ما كانت بيرل تطلق عليه أدوات تجميلها. دوارق زجاجية مطلية يدويا تحتوي على قطع من القطن الطبي، وبودرة تلك، وغسول لبني، ومستحضر قابض بلون أزرق ثلجي. أوعية صغيرة من طلاء الشفاه الأحمر والموف، يبدو دهنيا نوعا ما. أقلام زرقاء وسوداء. مبرد أظافر، حجر خفاف، طلاء أظافر له رائحة موز نفاذة، بودرة وجه في صندوق من السليولويد على شكل صدفة، باسم أحد أنواع الحلوى، أبريكوت ديلايت.
كنت قد سخنت بعض المياه على موقد الكيروسين الذي كنا نستخدمه في وقت الصيف. أزالت بيرل المكياج من على وجهها حتى صار نظيفا، وكان ثمة تغيير هائل لدرجة أني توقعت أن أجد بعض آثار المكياج تظهر في الحوض في صورة كتل، مثل ورق الحائط القديم الذي كنا قد غمرناه بالماء وقشرناه. صار لون بشرة بيرل شاحبا الآن، تغطيها بعض الشقوق الدقيقة، تشبه نوعا ما الطين اللامع في قاع برك المياه الصغيرة التي تجف في أوائل الصيف.
قالت: «انظري ماذا حدث لبشرتي. إنها الحمية الغذائية. كنت أزن مائة وتسعة وستين رطلا، ثم تخلصت من هذا الوزن سريعا، فتأثرت بشرتي بشدة. لكني حصلت على هذا الكريم. إنه مصنوع من تركيبة سرية ، ولا تستطيعين حتى شراءه من أي مكان. تشمميه. أترين، ليست رائحته عطرية، بل حادة جدا.»
كانت توزع في خفة الكريم على وجهها باستخدام قطع القطن الطبي، حتى تختفي أي آثار له على بشرتها.
قلت: «تبدو رائحته مثل شحم الخنزير.» «يا إلهي، آمل ألا أكون قد دفعت كل هذا المال حتى أضع شحم خنزير على وجهي. رجاء لا تخبري أمك.»
Unknown page