قال السيد كرايدرمان: «هل الأمر كذلك؟» جعلته لكنته يبدو أكثر نعومة وخبثا من أي شخص كندي. «من كاتبك المفضل؟»
قلت، أو ظننت أنني قلت: «دوستويفسكي.»
قال السيد كرايدرمان مطرقا: «دوستوي-فتسكي ... ما مؤلفه المفضل لديك؟»
كنت مرتبكة جدا حتى إنني لم ألحظ نطقه للاسم.
قلت: «الإخوة كارامازوف.» كان هذا هو الكتاب الوحيد الذي كنت قد قرأته لدوستويفسكي. كنت قد قرأت الكتاب أثناء الليل في الطقس البارد في غرفة النوم الخلفية، وأثناء قراءتي السريعة والنهمة له تخطيت جانبا كبيرا من فصل «المحقق الكبير» وأجزاء أخرى كنت قد توقفت أمامها.
قال السيد كرايدرمان، مبتسما كما لو كان قد ضيق الخناق علي: «أي الإخوة المفضل لديك؟»
قلت: «ميتيا.» حينئذ، كان قد قل توتري، وكنت أرغب في المضي قدما في الحديث، معللة ذلك؛ بأن أليوشا كان ملائكيا أكثر من اللازم، وكان إيفان عقلانيا أكثر من اللازم، وهكذا. في طريق عودتي إلى منزلي، تصورت أنني قد فعلت هذا، وأنه أثناء حديثي، كان التعبير المرتسم على وجه السيد كرايدرمان قد تغير إلى تعبير عن الاحترام والضيق الخفيف. ثم أدركت الخطأ الذي ارتكبته، في نطق الاسم.
لم تواتني الفرصة كي أواصل حديثي؛ لأن السيدة كرايدرمان نادت من على الأريكة قائلة: «المفضل، المفضل! من المرأة الحبلى العجوز المنتفخة الضخمة المفضلة لدى الجميع؟ هذا ما أريد أن أعرفه!»
مهما كنت أسخر من الزوجين كرايدرمان في حديثي إلى ماريبيث، كنت أريد شيئا منهما. الانتباه. التقدير. كنت أحب السيدة كرايدرمان وهي تقول عني إنني عبقرية في التاريخ، على الرغم من أنني كنت أعرف أن ذلك كان شيئا سخيفا. كنت سأقدر قيمة ما سيقوله أكثر. كنت أعتقد أنه يزدري هذه البلدة وكل من فيها. لم يكن يأبه بما كان الآخرون يظنون به فيما يتعلق بعدم إزاحة الثلوج من ممر السير أمام منزله. كنت أريد أن أحدث ثقبا صغيرا في دائرة ازدرائه.
بالمثل، كان عليه أن يتركها تناديه فتاي، ويستسلم لتلك القبلات. •••
Unknown page