إن خمسين عاما فترة طويلة جدا بحيث لا يمكن للمرء أن يسأل عن الأمر، هكذا يحدث سام نفسه. وحتى في ذلك الوقت كان مندهشا جدا. صار إدجار شخصا لا يعرفه. انطوت كالي على نفسها، على حالتها الأنثوية المؤسفة. بقيت لحظة السعادة التي شاركهما فيها في عقله، لكنه لم يعرف قط ماذا يصنع بها. هل تعني مثل هذه اللحظات حقيقة، مثلما تبدو، أننا نمتلك حياة سعيدة نصادفها عرضيا؟ هل تسلط هذه اللحظات هذا الضوء قبل وبعد كل ما حدث لنا في حياتنا - أو ما جعلناه يحدث - بحيث تجعلنا ننساه؟
عندما تصعد كالي السلالم، لا يشير إلى صورة الزفاف. تقول كالي: «أحضرت الكهربائي في الطابق السفلي ... لذا، علي أن أنزل مرة أخرى وأتابعه. لا أريده أن يجلس يدخن سيجارة ثم يطلب مني أموالا كثيرة.»
يتعلم الأشياء التي يجب ألا يتحدث عنها. الآنسة كرناجان، النزل، حلبة التزلج. الأوقات الخالية. هذا العزف على نغمة الأوقات الخالية من قبل شخص كان بعيدا لشخص ظل على حاله أمر مزعج؛ شكل بارع من أشكال الإهانة. وتتعلم كالي أنها يجب ألا تسأله كم تكلف منزله، كم تتكلف شقته في هاواي، وكم أنفق على الرحلات العديدة التي كان يذهب فيها في الإجازات وعلى زواج ابنته؛ باختصار، تتعلم أنها يجب ألا تعرف أبدا كم يمتلك من أموال.
يستطيع أن يرى شيئا آخر تتساءل بشأنه. يرى السؤال يغوص أكثر في التجويفين العميقين، المطليين باللون الأزرق حول عينيها، عينيها التي تطل منهما الآن حياة كاملة من الجهود والحسابات الناجحة.
ماذا يريد سام؟ ذلك ما تتساءل كالي بشأنه.
يحدث نفسه بأن يخبرها أنه ربما يمكث حتى يعرف. ربما يصبح أحد المقيمين في المنزل.
يقول سام: «لم يبد أن إدجار كان يريد الخروج ... لم يكن يبدو أنه يريد الخروج على أي حال.»
تقول كالي: «لا ... لا. هو سعيد هكذا.»
جسي وميريبيث
في المدرسة الثانوية، كانت تجمعني علاقة صداقة رقيقة، وفية، مملة بفتاة اسمها ماريبيث كروكر. استسلمت تماما لتلك الصداقة وأخلصت لها جدا، مثلما كنت أستسلم للمياه الدافئة، الضحلة، العكرة نسبيا في نهر ميتلاند في الصيف، عندما كنت أرقد على ظهري، وأحرك فقط يدي وقدمي، وأدع نفسي أحمل في التيار.
Unknown page