يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون .
ونهى الله نبيه كذلك عن إخراجهم معه وإشراكهم في قتال العدو، فقال:
فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين .
وعلى ما في سورة البقرة والنساء والتوبة من وصف المنافقين وتشديد النكير عليهم والوعيد بالتغليظ عليهم في العذاب، وصفهم الله في سورة أخرى سميت باسمهم فعرفهم أصدق تعريف.
وصف هيئتهم حين يسكتون وحين يتكلمون، وذكر من أقوالهم وأعمالهم ما يبين في وضوح أنهم عادوا إلى جاهليتهم الأولى ولم ينتفعوا بالإسلام الذي قبلوه ثم كفروا به، فقال:
إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون .
يريد عز وجل أنهم كذبوا على النبي فيما زعموا له من إيمانهم برسالته؛ لأنهم لا يؤمنون بها فيما بينهم وبين أنفسهم وإنما يضمرون الكفر ويستخفون به ويتخذون إيمانهم دريئة يتقون بها غضب النبي والمؤمنين عليهم وبطشهم بهم، ويسترون بها كيدهم للمسلمين وصدهم عن سبيل الله كما يقول عز وجل:
اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون * ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون .
ثم وصف هيئتهم حين يرون لأول وهلة وحين يتكلمون بعد ذلك أبرع وصف؛ فمنظرهم معجب ومخبرهم مكذب لمنظرهم، ومن أجل ذلك قال الله:
وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة .
Unknown page