وزهرة المكارم زهران ، صرت في ليلي عندهم من الفرح سهران ، سيرتهم أطيب سيرة ، وسريرتهم أحسن سريرة ، لأنهم أبناء أبي هريرة :
في الباحة الغراء كان لقاؤنا
ما أحسن اللقيا بلا ميعاد
شيدت بها الأخلاق في أوطانها
تلقاك بالأجواد والعباد
وقد هبطنا تهامة ، فلا ملل ولا سآمة ، وأقمنا أحسن إقامة ، فوجدت الجود خلفي وأمامي ، ولمست الإكرام ورائي وقدامي ، وكفاهم أن الرسول تهامي ، تفيض وجوههم مما عرفوا من الحق ، وتشرق وجوههم مما حملوا من الصدق :
أتهمت في طلب المحبة والهوى
يا ابن المحبة والوداد تهيامي
لما أتيتهموا نسيت سواهموا
ضيعت قبل وصولهم أيامي
ولما أتينا جيزان ، والجو قد زان ، نسينا من السرور الأهل والجيران ، ووجدنا الحلقات الشرعية ، والآثار القرعاوية ، والجهود الدعوية ، والكل منا يلاحظ ، تلاميذ الحكمي حافظ ، حيث ولدت العبقرية ، ولازالت القرائح غضة طرية ، ولمسنا العزم والهمم ، ووجدنا الجود والكرم :
جازان إني من هواك لشاك
أشجيتني وأنا الذي أشجاك
يا فتنة النادي طربت وعادني
ما يشبه الأحلام من ذكراك
وأهم ما يدعى إليه التوحيد ، فإنه حق الله على العبيد ، ومن أجله بعث الرسل ، وكل كتاب به نزل ، وهو رأس العمل . وعلى الداعية أن يعمل بما يقول ، ليضع الله له القبول ، فكل من ترك الهدى فهو مخذول ، كلامه ساقط مرذول .
ولتكن للداعية نوافل وأوراد ، وحسن خلق مع العباد ، وإصلاح لنفسه وجهاد ، ومحاسبة لها قبل يوم التناد .
Page 77