============================================================
مقالات البلخي حذ المحال وكان هو هو ماكونه قالوا: ولو جاز وصفه بالقدرة على الجور والكذب جاز أن يوصف بالقدرة على الجهل، ولم يكن مأمونا وقوع ذلك وتابع إبراهيم على هذا القول أكثر المجبرة والمرجئة والروافض والحشو وقال أبو الهذيل: إن الله قادر على الظلم والجور والكذب، ولن يفعل ذلك لحكمته ورحمته، ولأنه لا يفعل هذه الأشياء إلا منقوص محتاج، ومحال عنده أن يفعل شيئا من ذلك، فيجوز في قياس قوله أن يكون الله قادرا على ما يستحيل وقوعه منه.
وقال أبو موسى وجمهور المعتزلة: إن الله يقدر على الظلم والكذب ولا يفعلهما. فإذا قيل له: فإذا فعلهما؟ قالوا: إطلاق هذا الكلام في الله قبيخ لا يستحسن إطلاقه في رجل من صالح المسلمين، وليس يجوز لقائل أن يقول: لوزنى أبو بكر الصديق كيف كان يكون الحال؟ ولو كفر علي كيف (52)-) يكون القول فيه؟ وقد علمنا أن الله لا يظلم ولا يجوز بالدلائل التي أظهرها وبها بشر من حكمته ورحمته، وليس بواجب عندهم أن يكون الظلم والكذب يخرجان من الإلهية أو يوجبان الحدث ونفي القدم .
قالوا: كما أن العدل والصدق في الشاهد لا يكونان إلا من جسم محتاج، وقد يفعلهما الله ولا يجب بذلك أن يكون محتاجا جسما، فكذلك الظلم والكذب ليس يجب أن يكون كل من فعلهما منقوصا محتاجا جسما، وإن كنالم نشاهذ فاعلا لهما إلا جسما منقوصا محتاجا.
Page 262