ردت: «لا، أنا لا أعتقد ذلك.»
فيسأل الأب: «ماذا إذن؟» «أعتقد أنهم موتى.»
سألها أبوها بشيء من الصرامة: «ماذا تعرفين عن الموتى؟ الموتى لا يبعثون إلا يوم القيامة. أنا لا أريدك أن تستخفي بأمور كهذه.»
تقول نيتي بتهاون: «أنا لا أستخف بشيء.»
تدافع البحارة بسرعة تاركين أشرعتهم، وأخذوا يشيرون إلى السماء، إلى أقصى الغرب. لا بد أنهم كانوا يرون شيئا ما يثير حفيظتهم. تجرأ والتر وسأل: «هل هم من الإنجليز؟ أنا لا أستطيع فهم ما يقولون.» «بعضهم إنجليزي، والبعض الآخر من أماكن تبدو لغاتها غريبة بالنسبة إلينا. بعضهم برتغاليون. لكنني لا أستطيع أن أفهمهم أيضا، أظنهم يقولون إنهم يرون طيور الروتش. كلهم يتمتعون بنظر حاد جدا.»
كان والتر يعتقد أن لديه أيضا عيونا حادة، لكن الأمر استغرق منه لحظة أو لحظتين قبل أن يتمكن من رؤية هذه الطيور، تلك التي تسمى الروتش. انطلقت أسراب متعددة من طيور البحر هذه بسرعة مرتفعة فوق الرءوس، فبدت كأنها نقط لامعة في الهواء.
قال والد نيتي: «يجب ألا تغفل ذكر تلك الطيور في يومياتك. لقد رأيتها عندما قمت بهذه الرحلة من قبل. تتغذى هذه الطيور على السمك، وهذا أفضل مكان لها. سترى قريبا الصيادين أيضا. ولكن رؤية طيور الروتش وهي تملأ السماء العلامة الأولى على أننا حتما في جراند بانكس في نيوفاوندلاند.»
ثم قال لوالتر وهو يتركه: «يجب أن تصعد إلى سطح السفينة وتتحدث إلينا. لدي عمل مشغول به، وهذا يجعلني أنشغل كثيرا عن مصاحبة ابنتي. كما أنها ممنوعة من الجري واللعب؛ لأنها لم تشف بعد من نزلة البرد التي أصابتها في الشتاء، ولكنها مولعة بالجلوس بالخارج والحديث مع الآخرين.»
قال والتر بشيء من الارتباك: «أعتقد أنني لا يجوز لي الصعود إلى سطح السفينة.» «لا، لا، هذا ليس بالأمر المهم. ابنتي وحيدة، تحب القراءة والرسم، ولكنها أيضا تحب الرفقة. يمكنها أن تعلمك الرسم، إن أحببت. وهذا سيضيف كثيرا إلى يومياتك.»
إذا تهلل وجه والتر، فلن يلاحظ ذلك. بقيت نيتي متزنة ومتماسكة تماما. •••
Unknown page