Manzar Min Sakhrat Qalca

Shayma Taha Raydi d. 1450 AH
175

Manzar Min Sakhrat Qalca

المنظر من صخرة القلعة

Genres

أفكر أن بإمكاني المجيء إلى هنا سريعا إذا اضطررت لذلك، وبإمكاني دائما أن أستأجر سيارة.

فأردفت قائلة: «بإمكاني أن آتي لزيارته يوميا؛ فأنا وهو صديقان، وسوف يتحدث إلي. سوف أطمئن عليه وأبلغك بأي شيء، أعني حال حدوث أي تغيير أو أي شيء.»

ويبدو أن هذا هو ما سيكون عليه الحال.

أذكر شيئا قاله لي أبي ذات مرة: «لقد أعادت لي إيماني بالنساء.»

كان يقصد الإيمان بغريزة النساء، غريزتهن الطبيعية، شيء عاطفي ونشط وواضح. شيء لا أملكه، على حد اعتقادي؛ شيء مكبوت بداخلي. ولكنني بينما أتحدث الآن إلى كوني، أستطيع أن أدرك المزيد مما كان يقصده بهذه المقولة، على الرغم من أنه لم يكن يتحدث عن كوني، بل عن إرلما. •••

حين أفكر في كل هذا فيما بعد، سوف أدرك أن ذلك الركن البعيد من الحظيرة حيث كنت واقفة لتوزيع التبن، وحيث بدأ الذعر يحل بي، هو مشهد أول ذكرى واضحة في حياتي؛ فهناك في هذا الركن سلم ذو درجات خشبية منحدرة تؤدي إلى مخزن التبن، وفي داخل المشهد أتذكر جلوسي على الدرجة الأولى أو الثانية أشاهد أبي يحلب البقرة المرقطة بالأبيض والأسود. أعرف ماذا كان هذا العام؛ فقد نفقت البقرة المرقطة بالأبيض والأسود إثر إصابتها بالالتهاب الرئوي في أسوأ شتاء شهدته في طفولتي، وكان عام 1935. وكانت تلك خسارة فادحة ليس من الصعب تذكرها.

ولما كانت البقرة لا تزال على قيد الحياة وأنا أرتدي ملابس ثقيلة نوعا ما، عبارة عن معطف صوفي وبنطال ضيق، وفي وقت الحلب يكون قد حل الليل - حيث يوجد مصباح معلق على مسمار بجوار المربط - فعلى الأرجح أننا في أواخر الخريف أو بدايات الشتاء. ربما كنا لا نزال في عام 1934، قبيل حلول وطأة فصل الشتاء مباشرة.

المصباح معلق على المسمار. البقرة المرقطة بالأبيض والأسود تبدو كبيرة على نحو ملحوظ ومميزة على نحو قاطع، على الأقل مقارنة بالبقرة الحمراء، أو البقرة الداكنة الضاربة إلى الحمرة، الناجية من الشتاء المدمر، في المربط المجاور. يجلس أبي على كرسي الحلب ذي الأرجل الثلاثة في ظل البقرة. بإمكاني أن أتذكر إيقاع سيلي اللبن في طريقهما إلى الدلو، ولكن ليس الصوت ذاته. ربما شيء صلب وخفيف مثل كرات البرد؟ وخارج المساحة الصغيرة من الحظيرة المضاءة بالمصباح توجد المعالف الممتلئة بالتبن الخشن، وحوض الماء حيث ستغرق قطتي الصغيرة بعد بضعة أعوام في المستقبل؛ والنوافذ التي يغطيها نسيج العنكبوت، والأدوات الكبيرة القاسية - المناجل، والفئوس، والجرافات - معلقة بعيدا عن متناولي. وخارج تلك المساحة، يعم ظلام ليالي الريف حين كانت بعض السيارات القليلة ترتاد طريقنا ولم تكن ثمة أي مصابيح خارجية.

وهناك البرد الذي لا بد وأنه كان يتراكم حتى في هذا الحين، متحولا إلى البرد القارس الذي ساد ذلك الشتاء غير العادي الذي قتل كل أشجار الكستناء والعديد من البساتين.

لماذا تريد أن تعرف؟

Unknown page