وهذا الكتاب موجود في يد كل من يدرس الفقه الزيدي في اليمن وفي متناول كل من يريده، ذلك لأن الزيدية يعتمدون الصحيح من الأقوال ويروون عن العلماء الذين يرتضون فضلهم وعدالتهم وتجردهم كما يروون أقوال المخالفين لهم في الاجتهاد والاستدلال، ولا يبالون بعد ذلك التمحيص والتدقيق والتحقيق إن وافقوا أئمة المذاهب الأربعة كلهم أو خالفوا أحدا منهم، فالقصد هو الحق والحق هو أولى بالاتباع والشريعة المحمدية رائد الجميع ومرجعهم كتاب الله وسنة رسوله .
والسبب في اختيارهم تقرير سيدنا حسن والقاضي زيد -رحمهما الله تعالى- هو ثقتهم بعلمهما وبقدرتهما على تقرير الصحيح من الأقوال عند التنازع في مسألة شرعية سيما وأن النقل قد تكاثر عن مذهب أئمة أهل البيت ” ومنهم الهادي ورواية الهادي أصحها عندهم.
وقد اعتنى المذكوران بذلك فقاما بأكبر مجهود لتحقيق المذهب، وجمعا من ذلك كله أصولا وقواعد للمذهب الزيدي مستنبطة من كتاب الله وسنة رسول الله أجمع عليها علماء الزيدية، وهي المعمول بها عند الأئمة الهادين من آل رسول الله .
والخلاف لا يمكن أن ينظر إليه إلا في المسائل الخلافية لا ما قد سبق الإجماع عليه فالإجماع حجة شرعية ثابتة، والخلاف في المسألة يجب فيها معرفة كيفية الخلاف ومنشأ التنازع في الآراء.
وثمة عند الزيدية الأصول المقررة والقواعد المحررة في عموميات التشريعات وأي من المخرجين لا يمكن أن يقبل منه تخريجا لمذهب إمام إلا موافقا ومطابقا لمذهب الإمام المنسوب إليه.
Page 51