ثم غمغم في ملل: أوه! دعينا من كل هذا، لنترك الحديث عن هذه المشروعات المضنية.
ثم أتم بنغمة حالمة: إنني لا أريد من كل هذا أكثر من أن أحبك.
وكان لويس قد سئم من الخطط التي تدفعه إليها أمه.
وأغلق عينيه، فسحبت ألين نفسها بلطف من بين ذراعيه ونظرت إليه مباشرة لحظة أو اثنتين، وبان في عينيها معنى غريب؛ أهو الحب؟ ربما، غير أنه في الحقيقة كان طيشا وشفقة، وكان طمعا أيضا. وقالت لنفسها: على كل حال فإن لويس يكون زوجا مناسبا، فهو وإن كان ملكا غير متوج فإن لقب البرنس دي بوربون له وقع لطيف في النفوس، ولسوف يفتح لها أبواب الهيئة الاجتماعية التي ظلت مغلقة دونها وهي ممثلة أولى صغيرة. إنها واثقة من أن لويس محب شفوق صادق. وبينما كانت تنظر إليه، اشتدت نظراتها قليلا؛ فقد حل الحزم شيئا فشيئا محل الطيش، إذ لم يكن في إرادة ألين أي ضعف، فإنها إذا أرادت شيئا فلا بد من أن تنفذه، وقد كانت تعلم تماما أن في استطاعتها أن تجعل لويس يلقي بالعرش وبفيرونيك وملايين أبيها على الرغم من سلطان أمه عليه، ولكن لم تكن تلك هي المسألة؛ فقد كان ما يشغلها هو هل هي تريده حقا؟
ما أغرب أهواء المرأة ورغباتها! إنها معضلة تعجز هي نفسها في كثير من الأحيان عن حل معمياتها! وقد كانت ألين حتى هذه اللحظة لا تعرف تماما ما تريد، وأخيرا قررت أن تترك نفسها للظروف ولما تمليه عليها عواطفها.
وقامت إلى آخر الغرفة حيث صفت بضع كئوس وزجاجات فوق رف دولاب قديم الطراز، وتبع لويس حركاتها بعينين متكاسلتين، ثم قال لها برقة: أقد ملأت كأسا؟ تعالي إلي.
وعادت إليه وفي يدها كأس، ثم قالت وهي تعطيها له: إنه توكاي، أرسله إلي الكونت زيشي مباشرة من مزارعه في هنجاريا.
وأخذ لويس الكأس فشربها، وقال: شراب الآلهة! كأسا أخرى. - ولم لا؟
فأخذت كأسه وملأتها ثانية، فشربها أيضا ثم وضعها وهو يقول: إنه رحيق لذيذ! والآن تعالي هنا إلى جانبي.
ومد يده إليها فأمسك بيديها وجرها إلى جانبه وقد طارت مسحة النعاس التي كانت تكسو وجهه، والتمعت عيناه وجرى الدم حارا في وجنتيه. •••
Unknown page