Makhtutat Masrahiyyat Mustafa Mumtaz
مخطوطات مسرحيات مصطفى ممتاز
Genres
ماذا أنتظر؟ اسمعي يا أمي، لقد كنت تغنين لي وأنا طفلة صغيرة أغاني الحب وأناشيد المحبين، فكنت أسألك ما هو الحب يا أمي؟ فتقولين لي: إنه عاطفة تتملك القلب الخالي، تبتدئ ضعيفة ثم تقوى شيئا فشيئا، إلى أن تتغلب على النفس والروح، فتملأهما آمالا وسرورا، ويهتف إله الحب بهذه الروح الفرحة: إنك مقيمة أيتها المحبوبة في قلب ذلك المحب، فعيشي معه، وموتي معه! فعندما تقدم لخطوبتي ميرون وإيفاندور، سألت قلبي هل يحب أحدهما، فلم يجيبني بحرف. ولذلك فإني يا أمي منتظرة صوت قلبي.
أكتيا (على حده) :
يا للآلهة! نطلق لألسنتنا العنان، ولا ندري أن آذان أبنائنا تلتقط ما نقول. (لابنتها)
تالله إنك لجاهلة حقا! أهذا هو ما تنتظرين؟ إذن فاعلمي أن كل ما كنت أقوله لك لم يكن إلا أحاديث خرافة، وقصصا كاذبة، ولا تنسي أن التوفيق لا يسعدك بعد اليوم بخطيب مثل بوليدور الغني الشريف!
بارتينيا :
الشريف؟! لو كان شريفا لما انتهز فرصة احتياج أبي وشدة عوزه، فيأخذ منه الأسلحة والدروع بأبخس الأثمان!
أكتيا :
هذه أمور لا تفهمينها أنت؛ لأن بوليدور تاجر دقيق حريص، ففكري في الأمر ووافقي عليه، ولو إكراما لخاطري يا ابنتي.
بارتينيا :
كفى يا أمي، فإني قد عولت على عدم الخروج إلى الأحراش والغابات مثل سائر البنات أمثالي ، وسأتفرغ للغزل والكد في العمل، مطيعة أوامرك في كل شيء، إلا مسألة بوليدور؛ لأني لا أريد بالمرة، أبدا.
Unknown page