Madkhal Ila Cilaj Nafsi

Cadil Mustafa d. 1450 AH
52

Madkhal Ila Cilaj Nafsi

مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي

Genres

لم تكن روح العلاج الوجودي تحبذ يوما تأسيس معاهد متخصصة فيه. ذلك أن العلاج الوجودي يتناول الفروض الأساسية التي تبطن أي صنف من العلاج. إنما تعنيه المفاهيم الخاصة بالإنسان لا الفنيات الخاصة بالعلاج. ويفضي بنا هذا الوضع إلى ما يشبه المعضلة؛ ففي حين كان العلاج الوجودي - وما يزال - ذا نفوذ وتأثير، فليس هناك، رغم ذلك، إلا النزر اليسير من المقررات الدراسية الوافية في هذا النوع من العلاج. ومرد ذلك ببساطة إلى أن العلاج الوجودي ليس فنيات محددة نتدرب عليها. وقد كان مؤسسو الحركة الوجودية دائما يقرون أن للطالب أن يتلقى التدريب التقني لأي مدرسة من المدارس العلاجية، وما عليه إلا أن يصوغ فروضه الأساسية في قالب وجودي.

اكتشف رولو ماي - وهو وجودي من قبل أن يسمع بالكلمة - أن الشخص الموجود هو الاعتبار الأهم، وليس أية نظرية عن الشخص. وقد سعى في أطروحته للدكتوراه عام 1950م تحت عنوان «معنى القلق» إلى وضع مفهوم للقلق السوي يكون أساسا لنظرية عن الإنسان. كان ماي قد فرغ لتوه من تبين عبثية الذهاب إلى التحليل خمس مرات في الأسبوع لمدة عامين، قبل أن يبدأ تدريبه بمعهد وليام ألانسون. وقد تلقى تدريبا كمحلل نفسي في هذا المعهد وفي معهد الفرويدية الجديدة بنيويورك. وكان يمارس التحليل النفسي بالفعل عندما قرأ عن العلاجات الوجودية في أوائل الخمسينيات، واكتشف أن هذه المفاهيم الجديدة لعلم النفس الوجودي هي ما كان يصبو إليه ويعجز مع ذلك عن صياغته.

ثم انعقد المؤتمر العالمي للعلاج النفسي عام 1958م في برشلونة بإسبانيا، وكان موضوعه: «العلاج النفسي الوجودي». شارك في المؤتمر خمسمائة معالج بينهم علماء نفس بارزون؛ مثل ميدارد بوس، وجاك لاكان

Jacques Lacan ، ومائة معالج من الولايات المتحدة.

كان بعض الحضور من أتباع فرويد، وبعضهم من أتباع يونج، وبعضهم من معهد وليام ألانسون. غير أن الجميع أبدوا تقديرا كبيرا لإضاءات العلاج الوجودي ومفاهيمه.

ويعتقد مؤسسو العلاج الوجودي أن إسهاماته سوف تذوب في المدارس الأخرى؛ ففي مقدمة كتابه «العلاج الجشطلتي حرفيا» (1969م) يصرح فرتز بيرلز

Fritz Perls

بحق أن العلاج الجشطلتي هو شكل من أشكال العلاج الوجودي.

3

ومن حق أي معالج تدرب في أية مدرسة علاجية أن يسمي نفسه وجوديا ما دامت المبادئ والفروض الأساسية التي يستند إليها تماثل ما نعرضه في هذا العمل؛ فإرفين يالوم على سبيل المثال تلقى تدريبه في مدارس الفرويدية الجديدة. بل إن معالجا سلوكيا سابقا مثل أرنولد لازاروس

Unknown page