Madkhal Ila Cilaj Nafsi
مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي
Genres
3
ويتناول بشكل محوري إشكالية الإبداع وإشكالية الحب. وباستكناه عميق لمعاني هذه الخبرات البشرية يصوغ المعالجون الوجوديون طرقا علاجية تتنكب الخطأ الشائع في كل المدارس العلاجية؛ خطأ تشويه الكائنات البشرية بذات الجهد المبذول لمساعدتهم، وتخريبهم بنية علاجهم!
الفصل الأول
مفاهيم أساسية
«الإنسان مذنب دائما وأبدا. إنه مذنب منذ لحظة الميلاد، ومدين لنفسه بكل ما لم يحققه من الممكنات التي منحت له، وبكل ما كان يذخره له المستقبل ... مدين حتى النفس الأخير. إن كل فعل وكل قرار وكل اختيار يتضمن نبذ كل الممكنات الأخرى التي تنتمي أيضا لوجوده في تلك اللحظة. يتمثل الذنب الوجودي إذن في هذا الفشل في تنفيذ التفويض الممنوح له بتحقيق كل ممكناته.»
ميدارد بوس، التحليل النفسي والتحليل الوجودي «لا يكون الإنسان نفسه في تجربة الإبداع إلا بقدر ما يخرج مما هو. هويته جدل بين ما هو وما يكون. إنها أمامه أكثر مما هي وراءه؛ بوصفه، جوهريا، إرادة خلق وتغيير. لنقل ليست الهوية موروثا نرثه بقدر ما هي إبداع نحققه. فالإنسان خلافا للكائنات كلها، يبدع هويته فيما يبدع حياته وفكره.»
أدونيس، النص القرآني وآفاق الكتابة (1) خبرة «أنا موجود»
إن إدراك الإنسان لوجوده (أنا أحيا الآن، وبوسعي أن أتولى أمر حياتي)، يمكن أن يكون له تأثير صحي شاف. يقول نيتشه: «كم من حياة أنقذتها فكرة الانتحار.»
1
يبدو أن الإنسان منا يظل ضحية للظروف وضحية للآخرين إلى أن يأتي اليوم الذي يستطيع فيه أن يعي وجوده ويقول لنفسه: «إن الحياة حياتي والخبرة خبرتي ... ولي أن أختار وجودي الخاص».
Unknown page